ولا تمنعهم مصاهرتهم له لأنّها لم تكن عن حسن نيّة.
وممن وفد على الإمام عليهالسلام مهنّئاً أبو هاشم الجعفري ، فقد قال له : ( لقد عظمت علينا بركة هذا اليوم ـ أي يوم زواج الإمام ـ ). وردّ عليه الإمام قائلاً :
( يا أبا هاشم عظمت بركات الله علينا فيه .. ).
لقد أسند أبو هاشم عظمة البركة إلى اليوم الذي تزوّج فيه الإمام والحال ليس كذلك فإنّ الأيام لا تُوجد البركة وإنما يوجدها الله خالق الكون وواهب الحياة .. وشعر أبو هاشم انّ كلامه لا يخلو من زحاف فقال للإمام :
( يا مولاي فما أقول في اليوم؟ ).
( تقول : فيه خيراً فإنّه يصيبك ).
( يا مولاي افعل هذا ولا أخالفه ).
إنّ الأيام ليس فيها بركة أو خير على الإنسان ، وإنّما ذلك بيد الله تعالى فهو الذي يفيضه على من يشاء من عباده ، وقد قال له الإمام :
( إذاً ترشد ولا ترى إلاّ خيراً ).
وغادر الإمام محمد الجواد عليهالسلام بغداد بعد زواجه بأمّ الفضل ، وقد خرج معه أهله وعياله فتوجّه بهم إلى بيت الله الحرام لأداء الحجّ (١) وقد سرّ العباسيون بمغادرته بغداد ، وذلك لحقدهم البالغ عليه ، لما ظهر من عظيم فضله ، وانتشار علمه على صغر سنّه ، الأمر الذي صار حديث الأندية والمجالس في بغداد وغيرها فخافوا أن يعهد له المأمون بالخلافة كما عهد لأبيه الإمام الرضا عليهالسلام من قبل .. لقد غادر الإمام بغداد ليقيم في يثرب ويكون بمنأى عن مؤامرات العباسيين وأحقادهم.
__________________
١ ـ تاريخ بغداد : ج ٦ ص ٣٦٣.