وقبل أن أبدأ الحديث عن النهاية الأخيرة من حياة الإمام العظيم أبي جعفر الجواد عليهالسلام ، اقدم عرضاً موجزاً لسيرة المعتصم العباسي ، الذي اغتال الإمام بالسمّ ، فإنّ لذلك صلة موضوعية في البحث عن حياة الإمام عليهالسلام وفيما يلي ذلك :
أما صفات المعتصم ونزعاته التي عُرِف بها فهي كما يلي :
الحماقة :
وكان من صفات المعتصم الحماقة ، وقد وصفه المؤرّخون بأنّه إذا غضب لا يبالي من قتل ولا ما فعل (١) وهذا منتهى الحمق الذي هو من أرذل نزعات الإنسان.
كراهته للعلم :
وكان المعتصم يكره العلم ، ويبغض حملته ، وقد كان معه غلام يقرأ معه في الكتاب ، فتوفّي الغلام فقال له الرشيد : يا محمد مات غلامك قال : نعم يا سيدي واستراح من الكتاب ، فقال له الرشيد : وان الكتاب ليبلغ منك هذا دعوه لا تعلّموه (٢).
وبقي أمّياً ، وحينما ولي الخلافة كان لا يقرأ ولا يكتب ، وكان له وزير عامّي ،
__________________
١ ـ الإسلام والحضارة العربية : ج ٢ ص ٢٣٧ ، أخبار الدول : ص ١٥٥.
٢ ـ أخبار الدول : ص ١٥٥.