من بعده.
فقد روى الصقر قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهالسلام يقول : إنّ الإمام بعدي ابني عليّ ، أمره أمري ، وقوله قولي ، وطاعته طاعتي ... (١).
وروى الخيراني عن أبيه أنّ الإمام أبا جعفر عليهالسلام بعث إليه رسولاً فقال له : إنّ مولاك يقرأ عليك السلام ويقول لك : إنّي ماضي ، والأمر صائر إلى ابني عليّ ، وله عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي (٢) وكثير من أمثال هذه الروايات نصّت على أنّ الإمام أبا جعفر عليهالسلام أقام ولده الإمام الهادي إماماً من بعده وأوجب على شيعته طاعته.
ولم يمت الإمام محمد الجواد حتف أنفه ، وإنّما اغتاله المعتصم العباسي (٣) فقد قدّم الطاغية على اقتراف هذه الجريمة النكراء.
وقد اختلف المؤرّخون في الشخص الذي أوعز إليه المعتصم للقيام بسمّ الإمام عليهالسلام وفيما يلي بعض الأقوال :
١ ـ ذكر بعض الرواة أنّ المعتصم أوعز إلى بعض كتّاب وزرائه بأن يدعو الإمام إلى منزله ، ويدسّ إليه السمّ ، فدعاه إلاّ أنّ الإمام عليهالسلام اعتذر من الحضور في مجلسه ، وأصرّ عليه الكتّاب بالحضور لأجل التبرّك بزيارة الإمام له ، وأضاف أنّ أحد الوزراء أحبّ لقاءه ولم يجد عليهالسلام بدّاً من إجابته ، فصار إليه ، ولمّا تناول الطعام أحسّ
____________
١ ـ إكمال الدين : ج ٢ ص ٥٠.
٢ ـ الإرشاد : ص ٣٦٩.
٣ ـ بحر الأنساب : ص ٢٨. سبك الذهب في سبك النسب. مرآة الجنان : ج٢ ص ٨١ ، نزهة الجليس : ج ٢ ص ١١١.