بالسمّ فدعا بدابته للخروج من المنزل فسأله صاحب المنزل أن يقيم عنده فقال عليهالسلام : خروجي من دارك خير لك (١).
٢ ـ صرّحت بعض الروايات أنّ المعتصم أغرى بنت أخيه زوجة الإمام أمّ الفضل بالأموال ، فدسّت إليه السمّ (٢).
وعلى أي حال فقد قطع المعتصم بسمّه للإمام أواصر القربى ولم يرع حرمة النبي في أبنائه.
أمّا دافع اغتيال المعتصم للإمام فهي ـ فيما نحسب ـ تتلخّص بما يلي :
أولاً : وشاية أبي داود فقد دفعت المعتصم إلى اغتيال الإمام.
ثانياً : حسد المعتصم للإمام عليهالسلام على ما ظفر به من الإكبار والتعظيم عند عامّة المسلمين فقد تحدّثوا مجمعين عن مواهبه وعبقرياته وهو في سنّه المبكّر ، كما تحدّثوا عن معالي أخلاقه من الحلم وكظمه للغيظ ، وبرّه بالفقراء وإحسانه إلى المحرومين إلى غير ذلك من صفاته التي عجّت بذكرها الأندية والمحافل ، ممّا دفع المعتصم على فرض الإقامة الجبرية عليه في بغداد ثمّ القيام باغتياله.
هذه بعض الأسباب التي دفعت المعتصم إلى اقتراف هذه الجريمة النكراء.
وأثّر السمّ في الإمام تأثيراً شديداً ، فقد تفاعل مع جميع أجزاء بدنه وأخذ يعاني منه آلاماً مرهقة ، فقد تقطّعت أمعاؤه من شدّة الألم ، وقد عهدت الحكومة العباسية إلى
__________________
١ ـ تفسير العيّاشي : ج ١ ص ٣٢٠. بحار الأنوار : ج ١٢ ص ٩٩. البرهان : ج ١ ص ٤٧١.
٢ ـ نزهة الجليس : ج ٢ ص ١١١. المناقب : ج ٤ ص ٣٩١.