عاش الإمام محمد الجواد في ظلال أبيه فترة قصيرة من الزمن لا تتجاوز السبع سنين ، وكان بهذا السن يملك من الذكاء والعبقريات ما يثير الدهشة كما أنّ من المؤكّد انه قد انطبعت في دخائل نفسه مثل أبيه ، وقيمه الخالدة التي كانت مشعلاً للهداية واليقظة والإحساس في المجتمع الإسلامي ونتحدّث ـ بإيجاز ـ عن بعض شؤون الإمام الرضا عليهالسلام ومدى حبّه للإمام الجواد ، وغير ذلك ممّا يرتبط بالموضوع.
أما أخلاق الإمام الرضا عليهالسلام فإنّها نفحة من روح الله ، وهي تضارع أخلاق جده الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق ، وقد حدث إبراهيم بن العباس عن سموّ أخلاقه عليهالسلام بقوله :
( ما رأيت ولا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا عليهالسلام ما جفا أحداً قطّ ، ولا قطع على أحد كلامه ، ولا ردّ أحداً عن حاجة ، وما مدّ رجليه بين جليسه ، ولا اتّكى قبله ، ولا شتم مواليه ومماليكه ، ولا قهقه في ضحكه ، وكان يُجلس على مائدته مماليكه ومواليه ، قليل النوم بالليل ، يحيي أكثر لياليه من أولها إلى آخرها ، كثير المعروف والصدقة في السرِّ ، وأكثر ذلك في الليالي المظلمة .. ).
وهذه الأخلاق كأخلاق جده رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي طوّر حياة الإنسان ، وأنقذ الأمم والشعوب من حياة التيه والتأخّر إلى حياة حافلة بالعزة والكرامة.