امتداداً لشخصيّة جدّه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ثانياً : ثورة أبي السرايا.
ثالثا : تصاعد المدّ الشيعي الذي أخذ بالاتّساع ، فشمل أغلب أنحاء الدولة ، فأراد المأمون بعهده للإمام عليهالسلام أن يتخلّص من حركات الشيعة كما يقول ابن خلدون (١).
هذه بعض الأسباب التي دفعت المأمون إلى عقده لولاية العهد للإمام الرضا عليهالسلام وكان على علم بأنّها صورية لا واقع لها ، وممّا يدلّل على ذلك أنّه شرط عليه ( أن لا يولّي أحداً ، ولا يعزل أحداً ، ولا ينقض رسماً ولا يغيّر شيئاً ممّا هو قائم ، ويكون في الأمر مشيراً من بعيد ) (٢) ومن الطبيعي أنّه لو كان يعلم بصحّة نيّة المأمون ، وسلامة اتّجاهه لما وقف هذا الموقف السلبي من حكومته ، وتعاون معه في جميع المجالات.
ولمّا بايع الناس الإمام الرضا عليهالسلام بولاية العهد اعتلى المأمون المنبر فخطب الناس وممّا جاء في خطابه :
( أيّها الناس جاءتكم بيعة عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، والله لو قرأت هذه الأسماء على الصمّ البكم لبرؤا بإذن الله عزوجل .. ) (٣).
وأوعز المأمون إلى جميع ولادته وعمّاله على الأقاليم الإسلامية بإقامة المهرجانات
__________________
١ ـ تاريخ ابن خلدون : ج ٤ ص ٩.
٢ ـ و ٣ ـ عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ٢ ص ١٤٧.