يا بن الثمانية الأئمّة غربوا |
|
وأبا الثلاثة شرقوا تشريقا |
إنّ المشارق والمغارب أنتم |
|
جاء الكتاب بذالكم تصديقا (١) |
كما وفدت عليه جمهرة أخرى من الشيعة وهي ترفع له تعازيها الحارّة وتواسيه بمصابه العظيم.
وتحيّرت الشيعة كأشدّ ما تكون الحيرة في شؤون الإمامة بعد وفاة الإمام الرضا عليهالسلام ، فقد كان سنّ الإمام الجواد ست سنين وأشهر (٢) ممّا أدّى إلى اضطراب بعضهم ووقوع النزاع في صفوفهم فقد رأى بعضهم أنّ من كان بهذا السن لا يكون إماماً ، وإنّ الإمامة لابدّ أن يتقلّدها الرجل الكبير ، واجتمع فريق من الشيعة في بيت من بيوتهم ، وكان من بينهم الريّان بن الصلت ، ويونس ، وصوفان بن يحيى ، ومحمد بن حكيم وعبد الرحمن بن الحجّاج ، وخاضوا مسألة الإمامة فجعلوا يبكون فقال لهم يونس : دعوا البكاء حتى يكبر هذا الصبي ـ يعني الإمام الجواد ـ فردّ عليه الريّان بن الصلت قائلاً :
( إن كان أمر من الله جلّ وعلا ، فابن يومين مثل ابن مائة سنة ، وإن لم يكن من عند الله فلو عمّر الواحد من الناس خمسة آلاف سنة ما كان يأتي بمثل ما يأتي به السادة أو بعضه ، وهذا ممّا ينبغي أن ينظر فيه .. ) (٣).
وكان هذا هو الجواب الحاسم المركّز على الواقع المشرق الذي تذهب إليه
__________________
١ ـ مقتضب الأثر : ص ٥١.
٢ ـ في كثير من المصادر أنّ عمر الإمام الجواد كان سبع سنين وأشهر.
٣ ـ دلائل الإمامة : ص ٢٥٠ ، فرق الشيعة : ص ٥٩.