وتجسّدت في شخصية الإمام أبي جعفر الجواد عليهالسلام جميع المثل العليا والنزعات الرفيعة التي يعتزّ بها هذا الكائن الحيّ من بني الإنسان ، وكان من بينها ما يلي :
الإمامة :
وتقلّد الإمام أبو جعفر عليهالسلام الإمامة والزعامة الدينية العامة ، وكان عمره الشريف سبع سنين وأشهر ، كما تقلّد عيسى بن مريم النبوّة وهو دون هذا السنّ.
لقد بنيت الإمامة على فلسفة عميقة تهدف إلى رفع مستوى الإنسان وتحقيق ما يصبو إليه من إقامة الحقّ والعدل .. ولابدّ لنا من وقفة قصيرة للتحدّث عن بعض شؤونها.
وعنت الإمامة بتحقيق الأهداف الأصلية التي ينعم في ظلالها الإنسان وكان من بين تلك الأهداف :
أ ـ إقامة العدل في جميع أنحاء البلاد من دون فرق بين أن يكون العدل اجتماعياً أو سياسياً ، فلا تواجه الأمّة في ظلّ الإمامة الرشيدة أي غبن اجتماعي أو فردي ، ولا يوجد أي امتياز لقوم على آخرين فالجميع سواء أمام العدل والحقّ ، وبإقامة هذا العدل الخالص يكون الإنسان خليفة لله في أرضه ولا تجد الأمّه أي التواء في