يأتي زمان على الناس يرى من في المشرق مَن في المغرب ، ومن في المغرب يرى مَن في المشرق ، وقال عليهالسلام : ( يأتي زمان على الناس يسمع مَن في المشرق مَن في المغرب ومَن في المغرب يسمع مَن في المشرق ، وتحقّق ذاك بظهور جهاز التلفزيون والراديو ، وقال عليهالسلام : ( يأتي زمان على الناس يسير فيه الحديد ، وتحقّق ذلك بظهور القطار والسيارات وغيرهما ، وأمثال هذه الأمور التي أخبر عنها ، يجدها المتتبّع في الكتب التي تبحث عن هذه الأمور كالغيبة للشيخ الطوسي وبعض أجزاء البحار ، وغيرهما ممّا ألِّف في هذا الموضوع.
أمّا الإمام الصادق عليهالسلام معجزة العلم والفكر في الأرض ، فقد أخبر عن تلوّث الفضاء والبحار ، وما ينجم عنهما من الأضرار البالغة للإنسان كما أخبر عن وجود الحياة في بعض الكواكب ، وهو الذي وضع قواعد التشريح ، وخصوصيّة أعضاء الإنسان والعجائب التي في بدنه والتي منها الأجهزة المذهلة ، وقد عرض لذلك كتابه المسمّى بتوحيد المفضل ويعتبر المؤسّس الأوّل لعلوم الفيزياء والكيمياء ، فقد وضع أصولها على يد تلميذه جابر بن حيّان مفخرة الشرق ، ورائد التطوّر البشري في الأرض.
وقد دلّل الجواد على ما تذهب إليه الشيعة في الإمامة ، فقد كان وهو في سنّه المبكر قد خاض مختلف العلوم وسأله العلماء والفقهاء عن كلّ شيء فأجاب عنه ، ممّا أوجب انتشار التشيّع في ذلك العصر وذهاب أكثر العلماء إلى القول بالإمامة.
لقد احتفّ بالإمام الجواد وهو ابن سبع سنين وأشهر العلماء والفقهاء والرواة وهم ينتهلون من نمير علومه ، وقد رووا عنه الكثير من المسائل الفلسفية والكلامية ، ويعتبر ذلك من أوثق الأدلّة على ما تذهب إليه الشيعة في الإمامة.
وأمر آخر بالغ الأهمّية تذهب إليه الشيعة في أئمتها وهو عصمتهم من الزيغ ،