أبو جعفر الثاني عليهالسلام لمّا كان ببغداد يوم النصف من رجب ، ويوم سبع وعشرين منه ، وصام معه جميع حشمه ، وأمرنا أن نصلّي بالصلاة التي هي اثنتا عشرة ركعة ، تقرأ في كلّ ركعة الحمد وسورة ، فإذا فرغت قرأت الحمد أربعاً ، وقل هو الله أحد أربعاً والمعوذتين أربعاً ، وقلت : لا إله إلاّ الله والله أكبر ، وسبحان الله والحمد لله ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم أربعاً ، الله الله ربّي ، ولا أشرك به شيئاً أربعاً ، لا أشرك بربّي أحداً أربعاً (١). وكان يقول : إنّ في رجب لليلة خير ممّا طلعت عليه الشمس ، وهي ليلة سبع وعشرين من رجب ، وذكر عليهالسلام فيها صلاة خاصّة (٢).
حجّه :
وكان الإمام أبو جعفر عليهالسلام كثير الحجّ ، وقد روى الحسن بن علي الكوفي بعض أعمال حجّه قال : رأيت أبا جعفر الثاني عليهالسلام في سنة خمس عشرة ( خ ) ( وعشرين ) ومائتين ودّع البيت بعد ارتفاع الشمس ، وطاف بالبيت يستلم الركن اليماني في كل شوط ، فلمّا كان الشوط السابع استلمه واستلم الحجر ومسح بيده ثمّ مسح وجهه بيده ، ثمّ أتى المقام ، فصلّى خلفه ركعتين ثمّ خرج إلى دبر الكعبة إلى الملتزم ، فالتزم البيت ، وكشف الثوب عن بطنه ، ثمّ وقف عليه طويلاً يدعو ، ثمّ خرج من باب الحناطين وتوجّه ، قال : فرأيته في سنة ( ٢١٩ هـ ) ودّع البيت ليلاً يستلم الركن اليماني والحجر الأسود في كلّ شوط فلمّا كان في الشوط السابع التزم البيت في دبر الكعبة قريباً من الركن اليماني وقوف الحجر المستطيل وكشف الثوب عن بطنه ثمّ أتى الحجر فقبّله ومسحه وخرج إلى المقام فصلّى خلفه ثمّ مضى ولم يعد إلى البيت ، وكان وقوفه على الملتزم بقدر ما طاف بعض أصحابنا سبعة أشواط وبعضهم ثمانية (٣).
__________________
١ ـ وسائل الشيعة : ج ٥ ص ٢٤٣.
٢ ـ وسائل الشيعة : ج ٥ ص ٢٤٢.
٣ ـ وسائل الشيعة : ج ١٠ ص ٢٣٢.