وروى عليّ بن مهزيار بعض الخصوصيات في حجّ الإمام عليهالسلام قال : رأيت أبا جعفر الثاني عليهالسلام ليلة الزيارة طاف طواف النساء ، وصلّى خلف المقام ثمّ دخل زمزم فاستقى منها بيده بالدلو الذي يلي الحجر وشرب منه وصبّ على بعض جسده ، ثمّ اطلع في زمزم مرّتين ، وأخبرني بعض أصحابنا انّه رآه بعد ذلك في سنة فعل مثل ذلك .. (١).
وكان هذا التدقيق من الرواة في نقل هذه الخصوصيّات باعتبار أنّ فعل الإمام عليهالسلام من السنة التي يتعبّد بها عند الشيعة.
للإمام الجواد أدعيّة كثيرة تمثّل مدى انقطاعه إلى الله تعالى ، فمن أدعيته هذا الدعاء : ( يا من لا شبيه له ، ولا مثال ، أنت الله لا إله إلاّ أنت ، ولا خالق إلاّ أنت تفني المخلوقين ، وتبقى أنت ، حلمت عمّن عصاك ، وفي المغفرة رضاك .. ) (٢).
وكتب إليه محمد بن الفضيل يسأله أن يعلمه دعاءً فكتب إليه هذا الدعاء الشريف تقول : إذا أصبحت وأمسيت :
( الله الله ربّي ، الرحمن الرحيم ، لا أشرك به شيئاً ) وإن زدت على ذلك فهو خير ، ثمّ تدعو بذلك في حاجتك ، فهو لكلّ شيء بإذن الله تعالى يفعل الله ما يشاء (٣).
وتمثّل أدعية الأئمة الطاهرين جوهر الإخلاص والطاعة لله فقد اتّصلوا بالله تعالى ، وانطبع حبّه في مشاعرهم وعواطفهم ، فهاموا بمناجاته والدعاء له.
أمّا الزهد في الدنيا فإنّه من أبرز الذاتيات في خُلق أئّمة أهل البيت عليهمالسلام فقد
__________________
١ ـ وسائل الشيعة : ج ٩ ص ٥١٥.
٢ ـ أعيان الشيعة : ج ٢ و ٤ ص ٢٤٥.
٣ ـ أصول الكافي : ج ٢ ص ٥٣٤.