نعم.
هي لك ، والقصر والضيعة ، والغلة وجميع ما في القصر ، فأقم مع الجارية.
وملأ الفرح قلب العلوي وحار في شكر الإمام (١).
هذه بعض البوادر التي ذكرها المؤرّخون من كرمه وبرّه بالفقراء والمستضعفين ويقول الرواة : إن كرم الإمام ومعروفه قد شمل حتى الحيوانات فقد روى محمد بن الوليد الكرماني قال : أكلت بين يدي أبي جعفر الثاني عليهالسلام حتى إذا فرغت ورفع الخوان ذهب الغلام ليرفع ما وقع من فتات الطعام فقال عليهالسلام له : ما كان في الصحراء فدعه ولو فخذ شاة ، وما كان في البيت فتتبعه والقطه (٢) لقد أمره عليهالسلام بترك الطعام الذي في الصحراء ليتناوله الطير وسائر الحيوانات التي ليس عندها طعام.
أما الإحسان إلى الناس والبرّ بهم فإنّه من سجايا الإمام الجواد ومن أبرز مقوماته ، وقد ذكر الرواة بوادر كثيرة من إحسانه كان منها ما يلي :
روى أحمد بن زكريا الصيدلاني عن رجل من بني حنيفة من أهالي بست وسجستان (٣) قال : رافقت أبا جعفر في السنة التي حجّ فيها في أوّل خلافة المعتصم
__________________
١ ـ مرآة الزمان : ج ٦ ، ورقة ١٠٥ من مصوّرات مكتبة الإمام أمير المؤمنين.
٢ ـ وسائل الشيعة : ج ٦ ص ٤٩٩.
٣ ـ سجستان : بكسر أوله وثانيه ، وهي جنوبي هراة ، قال محمد بن بحر الرهني : سجستان : إحدى بلدان المشرق ، ولم تزل لفاحاً على الضيم ممتنعة من الهضم منفردة بمحاسن ، متوحّدة بمآثر لم تعرف لغيرها من البلدان ، ما في الدنيا سوقة أصحّ منهم معاملة ، ولا أقلّ منهم مخاتلة وأضاف في تعداد مآثرها أنّه لُعن عليّ بن أبي طالب على منابر الشرق والغرب ، ولم يلعن على منابرها إلاّ مرّة ، وامتنعوا على بني أمية حتى زادوا في عهدهم أن لا يلعن على منبرهم أحد .. وأي شرف أعظم من امتناعهم من لعن أخي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على منبرهم ، وهو يلعن على منابر الحرمين مكّة والمدينة؟ ـ المعجم : ج ٣ ص ١٩٠ ـ ١٩١.