مُقدّمة
(١)
من أروع صور الفكر والعلم في الإسلام الإمام أبو جعفر الثاني محمّد الجواد عليهالسلام الذي حوى فضائل الدنيا ومكارمها ، وفجر ينابيع الحكمة والعلم في الأرض ، فكان المعلّم والرائد للنهضة العلمية ، والثقافية في عصره ، وقد أقبل عليه العلماء والفقهاء ورواة الحديث ، وطلبة الحكمة والمعارف ، وهم ينتهلون من نمير علومه وآدابه ، وقد روى عنه الفقهاء الشيء الكثير ممّا يتعلّق بأحكام الشريعة الإسلامية من العبادات والمعاملات وغير ذلك من أبواب الفقه ، وقد دوّنت في موسوعات الفقه والحديث.
لقد كان هذا الإمام العظيم أحد المؤسّسين لفقه أهل البيت عليهالسلام الذي يمثّل الإبداع والأصالة ، وتطور الفكر.
وروى عنه العلماء ألواناً ممتعة من الحكم والآداب التي تتعلّق بمكارم الأخلاق وآداب السلوك ، وهي من أثمن ما أثر عن الإسلام من غرر الحكم التي عالجت مختلف القضايا التربوية والأخلاقية.