المفهوم وتقعيده ، خاصة بعد نشوء الكثير من الأسئلة التواقة لمعرفة الحقيقة ، وبعد أن غدت مدرسة أهل البيت عليهمالسلام قبلة لرواد الحقيقة في زمننا المعاصر ، على الرغم من كل محاولات التشويه والشغب الطائفي التي تمارسها مدارس معروفة بالنصب لمدرسة أهل العصمة والطهارة (صلوات الله عليهم أجمعين) ، وبالرغم من كل المشاكل السياسية التي تثار ضد معتنقي هذه المدرسة في انحاء كثيرة من البلدان الإسلامية.
وتأتي هذه المحاولة لترد أيضاً على محاولات العبث التشكيكي الذي مارسته أروقة الانحراف والتي حاول فتحها بعض من ابتليت هذه المدرسة بانتسابهم الاجتماعي إليها رغم أنهم لم يوفروا جهداً من أجل الكيد لها ، والنيل منها.
ولهذا فإن هذا الكتاب يأتي ليكمل ما كنّا قد بدأناه بتوفيق من الله تعالى في أبحاثنا السابقة : «الولاية التكوينية الحق الطبيعي للمعصوم عليهمالسلام» و «من عنده علم الكتاب؟» و «الإمامة ذلك الثابت الإسلامي المقدس». وهو في بعض فصوله جزء من كتابنا : «الإمامة بحث في الضرورة والمهام».
* * *
وقد قدّمنا في الفصل الأول من الكتاب بحثين تمهيديين اختص الأول بتعريف لغوي واصطلاحي للعصمة ، مع إلماعة مختصرة عن أهم الأقوال التي تناولتها المذاهب حول العصمة ، فيما تناول الثاني دراسة طبيعة العلاقة بين الذات والرسالة في شخصية المعصوم عليهمالسلام ، وفي هذا المبحث قدمنا الدلائل على زيف الفصل بين الجانبين إذ يرى المناهضون لمقولة العصمة الشاملة أن للمعصوم شخصيتين متمايزتين عن بعضهما يسميها بعضهم بالذاتية والرسولية ، وبهذا الفصل يأمل هؤلاء من خلال ابتداعهم إشادة دعائم
____________________
= المرتضى ومن لحق بهم من علماء الإمامية.