عصمة أئمة أهل البيت عليهمالسلام
أظهر البحث في امتداد العصمة بعد الرسول صلىاللهعليهوآله ، وجود جملة من الآيات الكريمة التي تحدّثت عن عصمة التابع الرسالي ، وما علينا إلا أن نلاحق هذه الآيات ومثيلاتها للعثور على مصداقها الاجتماعي ، وقبل الدخول في تفاصيل ذلك لا بد وأن تستوقفنا الآية الكريمة : (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) (١) فهي وإن تحدّثت عن قصة المباهلة ، ولكن وجود كلمة (وَأَنْفُسَنَا) بعد جملة : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) وقبل جملة : (ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) يشير إلى طبيعة هذه النفس ، فهي ليست النفس الرحمية فقط بالصورة التي جاءت عن بعض المفسّرين ، فالكلمة جاءت ضمن سياق رسالي تام ، فالمقدمة تتحدث عن الحق الرباني وتطالب بعدم الامتراء فيه ، ثم تتحدّث عن العلم الرسالي الذي اختص بالرسول صلىاللهعليهوآله ، لتمرّ من بعده بالحديث عن إجراء ديني بحت هو المباهلة ، ومن ثم لتختمه في البراءة من الكاذبين.
وإذا لم تك هذه النفس نفس رحمية فحسب ، فما هي تتمتها يا ترى؟!
ولو كانت ليست برحمية فقط فالمراد بكلمة : (أَبْنَاءَنَا) وكلمة : (وَنِسَاءَنَا) سيكون هو نفس المراد بتلك النفس حتماً.
____________________
(١) آل عمران : ٦٠ ـ ٦١.