كنموذج لبقيتها.
أما فيالفصل الرابع فقد حاولنا التعرف على التيارات المضادة للعصمة ، وكانت محطتنا الأولى عند الأفكار التي يروّج لها تيّار الاغتراب (١) حول مسألة العصمة ، ثم توقفنا عند ما سميناه بالتيار الأكاديمي ، ومنه انتقلنا إلى التيار الروائي ، ومن بعده كانت لنا وقفة عند ما يطرحه مؤرخو الفرق والمقالات حول رأي الشيعة الإمامية في العصمة ، وفي المحطة الأولى من هذا الفصل عرضنا لأفكار محمد حسين فضل الله كرائد معاصر لتيار الاغتراب عن مدرسة أهل البيت عليهمالسلام حول العصمة ، مع إلحاق بعض شبهات المدعو عبد الرسول اللاري المعروف بأحمد الكاتب مما لم يردده فضل الله بهذا البحث ، وهي الأفكار التي أثارت موجة شديدة من ردود الفعل الغاضبة والتي أودت بالنتيجة إلى حكم المرجعية الدينية المقدّسة بشأن إبعادهم عن الطائفة الشريفة.
وقد تطرقنا في البداية لتقديم لمحة تاريخية عن الطبيعة العلمية لحياة رائد هذا التيار ، ومن ثم قدمنا دراسة إجمالية لفكر هذا التيار حول مفهوم العصمة ، وسيلاحظ القارىء الكريم هنا حجم التناقض الذي تملك هذا التيار في عرضه المشوّه للفكرة. وفي النهاية استعرضنا بعض الشبهات التي أطلقها هذا التيار حول عصمة المعصومين عليهمالسلام كان أوّلها في ما يتعلّق بقولهم حول إمكانية خطأ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في تبليغ الآيات ، والثاني في دعواهم حول إمكانية أن يؤثر الشيطان الرجيم (لعنه الله) على قلب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك في تفسيرهم المزعوم للآية القرآنية : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ
____________________
(١) نريد بتيار الاغتراب التيار الذي كان إمامي الهوية الاجتماعية أو يتستر بها ، ثم كشف مؤخراً عن أفكاره التي كشفت غربته الفكرية بعيداً عن بديهيات مدرسة أهل البيت عليهمالسلام ومعتقداتهم.