باعتبار أن الآية هي واحدة من أكثر الآيات إثارة للجدل بين المسلمين ، نظراً لما يترتب عليها من مواقف حاسمة في شأن الجدل الدائر حول جملة مهمة من الأحداث والمواقف التي صبغت دائرة الصراع السياسي والمذهبي بين المذاهب افسلامية ومساجلاتها بصبغتها ، وسنستعرض ذلك من خلال النقاط التالية :
١ ـ أول ما يستوقفنا في هذا المقطع من مقاطع هذه الآية الشريفة اختلاف النسق السياقي بينها وبين ما سبقها من نصوص الآية وكذا ما سبقها من آيات ، وما سيلحق بها من آيات ، فما قبلها كان حديثه مختصّاً بزوجات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكذا ما سيحلق بها ، وقد استغل هذا السياق في إثارة ضباب كثيف حول مبتغيات هذا الاختلاف الذي نراه في سياقها ، فقد ذهب البعض إلى تخصيص الآية بزوجات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليحافظ على وحدة السياق ، وذهب آخرون إلى القول بأن موضع هذا النص من الاية قد تغيّر مع الزمن باعتبار أن النسق الترتيبي للقرآن مجمع على عدم وجود ضرورة تدعو للقول بأنه نفس النسق الترتيبي الذي كان على عصر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما بين هذين القولين تعددت المواقف وتباينت التفسيرات.
٢ ـ وثاني ما يستوقفنا في هذا المجال هو تحديد المراد بالإرادة الإلهية المعروضة في الآية بقوله سبحانه وتعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ) ، فهل هي من سنخ الارادة التشريعية التي تنظم العلاقة بين المشرِّع والمشرَّع له ، وتبيّن ما يريده منه دون اجبار من المشرِّع ، أو تأثير على ارادته ، ام هي نمط من أنماط الارادة التكوينية التي تبرز ما يريده المريد للمراد له ، دون تأثير من المراد له على إراده المريد ، وإذا ما كانت هذه الارادة من النمط التكويني ، فما هي ملازمات ذلك ومتعلقاته من حيث تداخل الارادة الإلهية في الاختيار التكليفي لعباده؟!
٣ ـ والأمر الثالث المثار هنا هو طبيعة المراد بالرجس واذهابه ، وهل له علاقة ما مع موضوع التطهير المطروح من بعده؟ وفي هذا الموضوع تتباين