المواقف بصورة حادة ، ما بين من يرى فيه الصورة الظاهرة من الرجس فراح يعدد له بعض صوره ، وبين من يرى فيه اللازم المتعلق لحصول عملية التطهير.
٤ ـ أما الأمر الرابع فيتعلق بالمراد من عملية التطهير ، من حيث حدود هذه العملية وطبيعتها ، وما إذا كانت ستتوقف عند الجانب المعنوي ، أم إنها ستمتد لتشمل الجانب التكويني المادي للمطهّرين ، وكذا من حيث طبيعة تعلّق التطهير بموضوع العصمة وحدودها ، فهل ستتوقف عند جانب الذنوب أم انها تمتد إلى جانب الخطأ أيضاً.
٥ ـ وبطبيعة الحال فإن ما تطرحه الآية من امتيازات باهرة ، لا بد من أي يثير جدلاً صاخباً حول المراد من المصطلح الوارد في كلمة : (أَهْلَ الْبَيْتِ) ، ولهذا فقد اختلفوا في تحديد المراد بالأهل ، كما اختلفوا في تحديد المراد بكلمة البيت.
هذا بالاضافة إلى جملة أخرى من المواضيع التي طالها الجدل ، ولكن ما ذكرناه هو ما يعنينا في هذا البحث ، لتداخله في تحديد طبيعة العصمة ، وتشخيص هوية المعصوم ، وتبيان امتداده الرسالي مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومهمتنا هنا هي اننا سنحاول أن نخرج بصورة تكشف اللثام عمّا عمل الجدل المذهبي على اضفائه مع جملة من العمّيات حول طبيعة هذه الآية وما يراد منها ، وتحدد لنا مراد الله سبحانه وتعالى منها على وجه الدقّة ، والله هو المستعان في ذلك كله.
إشكالية السياق هي إحدى أهم الإشكالات التي اعترضت فهم الآية لدى من شكك بعصمة أهل البيت (صلوات الله عليهم أجمعين) ، فمن جهة كان الخطاب السابق واللاحق واضحاً في طبيعة توجهاته كما نراه في قوله