هنا. (١) فلا تغفل!.
د ـ ومع هذا يتضح متعلّق الارادة ، فمع تحقق الفاعل من وجود القابل ، بإعلان الفاعل عن إرادته لا يمكن أن تكون جملة الآية إنشائية ، بل هي إخبارية حتماً ، على عكس آيات الخطاب الأخرى التي كانت جملها إنشائية جميعاً ، وواضح أن متعلق الجملة الإنشائية يبقى ينتظر التصديق في الواقع ، أما متعلّق الجملة الاخبارية فلا ينتظر مثل ذلك إذا كان المخبر صادقاً ، فانتبه!!
وسيأتي مزيد من الايضاح في الأسطر القادمة.
* * *
ومفهوم الرجس والتطهير المطروح في هذه الآية هو الآخر يمثل إحدى الإشكاليات التي اعترضت فهم مراد الآية ، وتوزّع أهل التفسير في بقع شتى وهم يحاولون العثور على المراد من هذه الكمات ، ومن يتابع عمل هؤلاء سيجد إحن التعصب والتخزب تضرب بأطنابها بينهم ، وتتقاذفهم يميناً ويساراً ، وكما هي عادتنا فسنحاول استنطاق القرآن الكريم في تحديد مراده من هاتين الكلمتين ، ومن ثم لنحاول أن نعرف أبعادهما الحقيقية ، والله هو المستعان في الأمور كلها.
ونلاحظ في البدء استخدام القرآن لكلمة (لِيُذْهِبَ) في تقرير المراد الأول للارادة الإلهية ، وبتقرير أن الاذهاب هو الإبعاد ، والابعاد يستبطن عدم تعلّق المبعد بمن أبعد عنه ، فإنك لو قلت : إذا ذهب الخير جاء الشر ، فلا
____________________
(١) سنناقش فكرة جبرية العصمة في الفصل الرابع من الكتاب بتوسع أكثر أثناء مناقشتنا لأفكار تيار الاغتراب في قسم محمد حسين فضل الله نموذجاً إن شاء الله تعالى.