العلم» لقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبَابِ) (١) وهي كما أشرنا من قبل نتيجة بديهية للقلب الخالي من الزيغ ، ولهذا فليس من قبيل الصدفة والاعتباط أن نجد التزامن الواحد في وجود الإيمان والعلم المضاد للجهل في هذا القلب مرة أخرى!
وعليه فإن الرجس في المفهوم القرآني سيكون بعد ذلك كله ، هو كل المصاديق المناقضة للعلم وللإيمان ، وبمعنىً آخر : سيكون الرجس هو كل عمل خاطىء في حكم العقول ، وآثم في حكم الإيمان.
والطهر بطبيعته نقيض للرجس ، مما يعني أن التطهير المستخدم في الآية الشريفة يعني تحقق ارادة إلهية تقضي بإنشاء نقيض الرجس في ذات المطهّرين ، فاذهاب الرجس ابعاد كل خطأ واثم ، والتطهير تنجيز فعل الصواب والكمال.
وبناءً عليه : فإن الصورة التي تفضي إليها الآية الكريمة ، بعد ملاحظة أن الرجس المستخدم فيها جاء محلّي بالألف واللام لينبىء عن أن الله أذهب عن أهل البيت كل أنواع الرجس .. تنبؤنا بالملازمات التالية :
أ ـ إن القرآن الكريم كان في صدد الإخبار عمّا تعتمل عليه قلوب أهل البيت ، وليس في صدد التشريع لها ، وذلك لعدم معقولية القول بأن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كان في قلبه رجس بسبب عدم إيمانه أو عدم عقلانيته ، ودعاه الله لإزالته ، لأنه داخل حكماً في مجموعة أهل البيت ـ أياً كان المراد منهم ـ.
ب ـ إن زوجات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم خارجات حكماً من مصداق هذه الآية
____________________
(١) آل عمران : ٧.