إلى تحقق شرطين :
الأول : إخبار الصادق عن توفر هذه الشروط في الجهة المعتمدة ، وهذا الصادق ينبغي أن يكون صدقه مطلقاً ، وبلحاظ أن أمر هذه العصمة لا يلاحظ بمقاييس الظاهر ، وبلحاظ منع الله سبحانه من تزكية النفوس ، وإيلاء هذه المهمة إليه ولرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولهذا فإن هذا الشرط منحصر في إخبار المعصوم عليهالسلام ، ولهذا نقول بأن : أقوال المفسرين من الصحابة (١) أو التابعين أو غيرهم ستفقد مصداقيتها إن افتقرت إلى إخبار متيقن من هذا الصادق.
الثاني : صدق التلازم بين المواصفات التي طرحتها الآية الشريفة ، وبين المؤهلات الذاتية للنموذج الاجتماعي المختار في هذا المجال.
وقبل أن نتصدى للبحث عن هذا النموذج يفترض بنا التذكير بأن هذه الآية مثل غيرها من الآيات لم تتحدث عن هذه المواصفات في الفراغ ، وإنما هي أشارت إلى النموذج الاجتماعي الموجود فعلاً في الوسط الاجتماعي الذي وجه الله سبحانه وتعالى خطابه إليه.
وكنا قد قدمنا سابقاً المتواتر من نصوص أهل العامة ، على أن أهل البيت هم أهل الكساء عليهمالسلام ، وقد لاحظنا الأمور التالية :
١ ـ اصرار الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم على إخراج من هم غير الأربعة المتبقين من
____________________
(١) نظرية عدالة الصحابي المطلقة والتي يطرحها الحديث المكذوب على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أصحابي كالنجوم بأيهم اهتديتم اقتديتم ، تساوق معنى : عصمة الصحابي ، وإن لم يجرؤ علماء العامة على الاعتراف الصريح بهذه العبارة ، ولكن سيرتهم العملية وطبيعة تعاملهم مع الصحابة وتكفيرهم أو تفسيقهم لمن يمسّ أي صحابي وإن كان قاتلاً أو زانياً أو مجافياً لما أمر به الرسول الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم تحكي ذلك بوضوح ، وهي من النظريات التي ثبت خطلها ، وسنعود للتحدّث عنها في مطاوي بحثنا عن حديث إن شاء الله تعالى.