عن طهارتهم التي أعربت عنها الآية ، وهو حديث لا يصح لغيرهم أبداً.
٥ ـ إن كثرة الطرق التي وردت فيها هذه الروايات ، والاتفاق الذي يشبه الإجماع ما بين علماء العامة ورواتهم بما فيهم الكثير من النواصب ، على صحة هذه الأخبار ، يقابله قلة ما رووه في شأن غيرهم ، واختلافهم في شأن صحة ما رووه في غيرهم ، تناقضهم فيما بينهم ، مع توفر الداعي السياسي والمذهبي الواضح والمصحوب بإغراءات جمّة على الصعيدين السياسي والاجتماعي لحرف مراد هذه الآية ، لا يظهر صدق الروايات الدالة عليهم (صلوات الله عليهم) فحسب ، بل يظهر عدم قدرة أعدائهم على العثور على بديل يقنع المسلمون به.
٦ ـ إن أشد النواصب كابن تيمية وابن الجوزي والجوزجاني وغيرهم ، فضلاً عن غيرهم لم يخرجوا الخمسة من مراد الآية ، بل قاموا بتوسعة مرادها ليخرجوا خصوصيتهم (بأبي وأمي) من مراد الآية ، فلا تكون حجة عليهم في إيثارهم النصب للآل المطهرين ، أو لا تكون حجة تلزمهم أمام خصومهم من العلويين ومن ناظرهم ، وسنلاحظ أن جميع الزيادات التي أضافوها لأخبار الرواية متناً أو تأويلاً ، لا تقوى بأي شكل من الأشكال ، على الصمود أمام النقد الموضوعي الجاد والمنصف لها. (١) وهذا الأمر هو
____________________
= وطهارة من بقيت بابه مفتوحة ، أما بقاء الخوخة مفتوحة وعدم بقاؤها لا ينطوي على أي أثر تشريعي. فانتبه!
(١) نقول ذلك رغم ما نلحظه من عدم وجود ضوابط حقيقة لدى أهل العامة في علم الجرح والتعديل ، فترى المذهب الفلاني يعتمد ضوابط معينة لا يقبل بها الفريق الآخر ، وهكذا ، وليس أدلّ على ذلك من الاختلاف الشديد بينهم والذي يصل في غالبية الأحيان إلى حد التناقض والتعارض المطلق في ترجمة الرواة ، واطلالة بسيطة على أي كتاب للجرح والتعديل تظهر جلاء هذا الأمر.
هذا بالاضافة إلى ما يلحظ عليهم من ادخال النفس الطائفي بشكل واضح في هذه الضوابط ، وتهمة التشيع هي إحدى أهم التهم التي أسقطت الكثير من رواة السنة =