الذي حدا بالكثير منهم لرد هذه الروايات وإيثار غيرها.
وليكن هذا هو الدليل الحَلّي ، (١) وسائر ما سواه اعتراضات نقضية عليه ، وفي هذه الاعتراضات التي لا نلحظ فيها قيمة علمية حقيقية ، خاصة بعدما حددنا المواصفات المطلوب تحققها في من نصفه بصفة أهل البيت ، وهي بالتالي لا يمكن لها أن تجاري تواتر اختصاص الآية بمن ذكرنا من أهل البيت ، ولكن لأغراض البحث العلمي البحت سنعمل على استعراض أهم
____________________
= النبوية الشريفة ، فقد ذهب كثير منهم إلى اعتبار حب الإمام علي وأهل بيته (صلوات الله عليهم) هو ضابطة لتعريف هذه الفئة. وسيأتي الحديث عن ذلك لاحقاً إن شاء الله.
ولعل بإمكان كلام المحدّث الصديق الغماري عن تقييمات الحافظ الذهبي صاحب ميزان الاعتدال وتلخيص المستدرك وتذكرة الحفاظ وغيره من كتب الرجال ، وهو أحد أعلام رجالييهم والمعتمد عند غالبيتهم ما يوضح لنا حقيقة هذا الأمر ، فقد قال الغماري وهو ينقل قول الذهبي في شأن مارواه الحاكم في المستدرك من قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : النظر إلى علي عبادة ، بروايته عن عمران بن حصين حيث قال عنه بأنه موضوع : قلت : كذب الذهبي وافترى ، إذ حكم على الحديث بالوضع ، دون أن يبين سبب ذلك ، ولا أن يكون في سنده راو ضعيف ، ولا ذكر هو واحداً منهم في الضعفاء ، فقبح الله النواصب أعداء آل البيت الكرام ، والحديث صحيح .. ثم قال عن قول الذهبي في الحديث أثناء ترجمة عمران في ميزانه قال : هذا باطل في نقدي! فقال الغماري : نقدك باطل فاسد ، فيه كل حديث ورد بفضل علي فهو موضوع ، فقبح الله نقداً يبطل أحاديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالهوى ، مع بغض آل بيته الكرام .. إلخ. انظر : البرهان الجلي في تحقيق انتساب الصوفية إلى علي : ٢٢٢ ـ ٢٢٣ ، أحمد بن محمد بن الصديق الغماري الحسني ؛ مطبعة السعادة ـ القاهرة ١٩٦٩ ط ١.
(١) نذكر بأننا لسنا في صدد التعرض التفصيلي للأدلة الخاصة في هذا المجال ، لأننا أشرنا في البداية إلى إننا سنكتفي باستعراض الأمور المتعلقة ببحثنا في العصمة ، وفي صورتها العامة ، ومن يريد التفصيل فعليه مراجعة الكتب المختصة في هذا الجانب.