لا تستر بالراح ، وكضوء النهار إن حجبت عنه عين واحدة ، أدركته عيون كثيرة. (١)
هذا وإن استقصاء كل ذلك ليس بإمكان هذا الكتاب ولا هو من وظائفه ، ولكن سنقتطف من الدوحة النبوية حديث الثقلين لمسيس ارتباطه بموضوع العصمة كمفهوم وبموضوع حدودها كامتداد ، والله المستعان على ذلك كله.
* * *
يقدّم لنا حديث الثقلين صورة ضافية عن العديد من الأمور المتعلقة بالبحث ، فهو يحدد بصورة قطعية جهة العصمة في المجتمع ، وهو يتكفل بتوسعة دائرتها بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لتشمل جهة أخرى من بعده صلوات الله عليه وآله ، وسنجد أنفسنا مرة أخرى أمام المواصفات التي طرحتها الآيات الكريمة التي مرت ، ولهذا ما من غرابة في أن نجد أهل البيت عليهمالسلام أمامنا مرة أخرى.
والحديث ورد في كتب الحديث ـ وسأقتصر على كتب العامة منها كما اعتدنا من قبل ـ بألفاظ وصيغ مختلفة ، وهي تنبىء بكثرة الناقلين له والسامعين له ، ولكثرة المواضع التي أقدم فيها الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم على ذكره والتحدّث به عن أهل بيته (صلوات الله عليهم) ، ولهذا سأكتفي بنقل بعض نصوصه الواردة في كتب القوم المعتمدة ، وما سأشير إليه في الهامش من تخريجات الحديث لا ينطبق بالضرورة على نفس اللفظ ، ولكن هو يتحد حكماً في المضمون الذي نتحدّث عنه.
____________________
(١) شرح نهج البلاغة ١٦ : ١ ـ ١٧.