بيتي. (١)
وكما رأيت في تخريجات الخبر فإن الغالبية العظمى من أئمة الحديث والأخبار عند القوم تناقلت الخبر تناقلها للمسلّمات والواضحات ، وحتى من أدرج الخبر فيك تب الضعفاء والمجروحين كالعقيلي إنما ضعّف طريقاً له لذلك تراه قال بوجود أصلح منه ، ولم يشذّ عن هؤلاء إلاّ نزر قليل عرف بناصبيته الشديدة لأهل البيت عليهمالسلام ، وقد جاءت أعذار هؤلاء وهي تحكي بؤساً علمياً مريعاً ، وتعرّي عن وجه تعصبها الطائفي المقيت ، حتى انها تلجأ إلى أوهن الأعذار وأوهاها ، وسنأخذ من هؤلاء نماذجهم الرئيسة ، بل ورؤوس النصب في عالم الرواية والحديث ، وستجد أن منبعهم الذي يستقون منه كان واحداً ، فمنهم :
١ ـ محمد بن اسماعيل البخاري : في الحقيقة لو اني كنت قد رأيت الخبر في ما يسمى بصحيح البخاري ، لفغرت الفاه عجباً! ولكن البخاري وكما هي عادته لم يكذب الظنون في هذا المجال! كيف لا؟ وهو ابن بجدتها وقادح أوارها ، فلم يكتف بعدم ادراج الخبر في صحيحه بل عمد إلى النيل منه في محل آخر فقال في تاريخ الصغير : قال أحمد في حديث عبد الملك عن عطية عن أبي سعي قال النبي صلىاللهعليهوسلم : تركت فيكم الثقلين ... أحاديث الكوفيين هذه مناكير. (٢)
ولا يحتاج هذا القول منا إلى عناء كبير لكشف الزيف الذي يعلوه ، فمراجعة بسيطة لمسند أحمد بن حنبل توصلنا إلى حقيقتين حاسمتين في هذا المجال ، وكليهما يضعان مصداقية البخاري وحديثه وصحيحه في دوامة كبيرة من علامات الاستفهام ، والحقيقتان هما :
____________________
(١) الصواعق المحرقة : ١٥٠.
(٢) التاريخ الصغير ٢٦٧ : ١ رقم ١٣٠٠ محمد بن اسماعيل البخاري (ت ٢٥٦ هـ) دار الوعي ـ مكتبة دار التراث ؛ حلب القاهرة ١٩٧٧ ط ١.