ما ينبغي أن يبحث لفهم فقه هذا الحديث ودلالاته ، بعد أن أشبع العلماء الأعلام (رحم الله الماضين منهم ومد في عمر عمر الباقين) البحث عن هذا الحديث بقيمته المناقبية والسندية.
ولهذا فإن مهمة فهم هذه الدلالة يجب أن تستوقفنا عند عدّة محطات أساسية للبحث ، منها :
الأولى : في السبب الذي بموجبه عمد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لترك تركة معينة ، ومدى ارتباط ذلك بدوره الرسالي.
الثانية : ما هي طبيعة هذه التركة؟.
الثالثة : ما هي دلالات هذه التركة بالنسبة للمتروك لهم ، سواء على مستوى الحاضر ، أو في المدى المستقبلي لهم؟.
وللوهلة الأولى علينا أن نذعن إلى حقيقة أن الجدال الفكري والصخب الطائفي الذي جال حول هذا الحديث وظاف حول دلالاته ، إنما ينبؤنا بخطورة هذا الحديث ، فما كان لهذا الجدال أن يحتدم ، ولا لذلك الصخب أن يفتعل ، لو أن المعنيين به لم يحسوا بقيمته الموضوعية وخطورة دلالاته وما يترتب عليها في ساحة الصراع السياسي الذي كان أهم العوامل التي أفرزت صورة الصراع المذهبي والطائفي القائم ضد أهل البيت عليهمالسلام ومدرستهم.
كما اننا نلحظ للوهلة الثانية ان غالبية الصخب إنما دار حول دلالات الحديث وليس على قيمته السندية ، وذلك لتسالمهم على تواتر الحديث ، وما قام به أشد النواصب كانب الجوزي وابن تيمية من محاولة اسقاط الأحاديث وتكذيبها واتهامها بالوضع ، إنما يعبّر عن منهجية لدى هؤلاء لا تعبّر عن العلم بقدر ما تعبّر عن جهلهم أو تعصبهم الأعمى ضد أهل البيت عليهمالسلام ، وهم بهذا إنما ينعون أنفسهم في ميدان طالبي الحقيقة!.
ولمعرفة فقه الدلاة في هذا الحدبث يتوجب ملاحقة بعض الأمور التي