عصمة المعصوم عليه السلام وفق المعطيات القرآنية

قائمة الکتاب

البحث

البحث في عصمة المعصوم عليه السلام وفق المعطيات القرآنية

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

عصمة المعصوم عليه السلام وفق المعطيات القرآنية

عصمة المعصوم عليه السلام وفق المعطيات القرآنية

عصمة المعصوم عليه السلام وفق المعطيات القرآنية

تحمیل

شارك

فصلت ما بين الآيتين ، وليس لنا في هذا المجال إلاّ ما جرى في حجة الوداع ، مما يعطي لحديث الثقلين دوراً حاسماً في هذا الصعيد ، وذلك لأن الحديث تحدث عن ملء الذي كشفت عنه الآية الأولى بشأن التبليغ ، ولا يمكن أن يكون القرآن هو صورة هذا الفراغ ، كيف؟ والآية قد نزلت في أواخر ما نزل من الآيات القرآنية ، والحديث تحدّث عن نفس خيارات الآية الثانية ، فلقد تحدّثت الآية عن تمام الدين ويأس الكافرين ، وتحدث الحديث عن عدم الضلال من بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. فانتبه!!

وعليه : فالمطلوب هو جهة أخرى غير جهة القرآن هي التي كان الافصاح عنها في ذلك الوقت مقلقاً للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلا يمكن تصوّر قلق الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخشيته من الناس بأنه ناجم من خوفه على سلامته الشخصية! فالرسول أجلّو أسمى وأشجع من أن تنزل به إلى هذا المستوى الهابط ، (١)

____________________

(١) لايملك المرء نفسه من أن ينظر بنظر الاشمئزاز والاستهجان لما روته عائشة كما جاء في عدد من جوامع الحديث عند أهل السنة قولها : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سهر ذات ليلة وهي إلى جنبه قالت : فقلت : ما شأنك يا رسول الله؟ قال : ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة! قالت : فبينا أنا على ذلك إذ سمعت صوت السلاح فقال : من هذا؟ فقال : أنا سعد بن مالك ، فقال : ما جاء بك؟ قال : جئتك لأحرسك يا رسول الله ، قالت : فسمعت غطيط رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في نومه. مسند أحمد ٤٠ : ٦.

وهكذا الأمر مع حديثها المكرر الأكثر تداولاً بين أصحاب الجوامع الحديثية : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية : (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) فأخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رأسه من القبة فقال لهم : يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله!. سنن الترمذي ٣١٧ : ٤ ح٥٠٣٧.

وهذا الأمر هو الذي حدا بعامة مفسري العامة إلى أن يهرعوا وراء التفسير العائشي ليصوّروا الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بصورة الرجل الخائف المذعور من القتل والموت بيد الأعداء ، دون أن يفكّروا بالنتائج الإيمانية والفكرية الوخيمة المترتبة على هذا القول ، ومن دون أن يسمحوا لعقولهم بالقليل من التفكير خارج نطاق هيمنة عائشة =