من أمور يصدّها بسهولة تواتر الخبر وانتشار الامر بصحة صدوره عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقد ساروا في ذلك باتجاهين رئيسين هما :
الأول : تحريف الحديث وإخراجه من موضوعه الرئيس إلى مواضيع لا تمت بصلة له على الاطلاق ، كما في الخبر الذي يروونه : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي : كتاب الله وسنتي! أو : إني تارك فيكم كتاب الله وأنتم مسؤولون عني! وهكذا بالنسبة لحديث السفينة ، فقد روى مالك أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : السنة كسفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تركها هلك! (١) وسنتحدّث عن ذلك ببعض التفصيل.
الثاني : وضع بدائل لأهل البيت يحتلون فيها مواقعهم التي يفترضها الحديث ، كما وضعهم للخبر ـ الفضيحة : أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم!
ومن أمثال هذه المعارضات يوجد الشيء الكثير التي حشوا بها كتبهم ، ولكن سأكتفي بأكثرها رواجاً في أذهانهم ، وهي مسألة مرجعية السنة كبديل عن أهل البيت عليهمالسلام وكذا مسألة عدالة الصحابة بعنوانهما مرجعتين معصومتين في حقيقة حال ما اعتمده القوم ، وقد وضعتا كبديل لمرجعية أهل البيت عليهمالسلام وعصمتهم ، آملاً ومن المستزيد مراجعة الكتب المتخصصة في هذا المجال. (٢)
روى الحاكم والبيهقي بإسنادهما إلى صالح بن موسى الطلحي ، عن
____________________
(١) فيض القدير ٤٠ : ٦
(٢) ككتاب عبقات الأنوار للمقدس اللكهنوي ، ودلائل الصدق للمقدس الشيخ محمد حسن المظفر ، والغدير للمقدّس الشيخ الأميني (رضوان الله تعالى عليهم).