هذه أهم المعارضات التي أبرزها القوم لحديث الثقلين ، والكلام فيها يقع ضمن محورين هما :
المحور الأول : ومدار هذا المحور حول القيمة السندية التي تتمتع بها هذه الأخبار ، وما يلحظ في بادىء الأمر أن القوم برواتهم الكبار لم يرووا هذه الأخبار بمجموعها ، وإنما انفرد الحاكم والبيهقي بالخبرين الأولين والثالث انفرد به مالك دون غيره ، أما الرابع فلقد أورده أبو داود والنسائي ، ولو كان القوم يجدون في الخبر أدنى مجال للتصحيح فكيف غفل عنه مثل مسلم والبخاري وابن ماجة والدارمي وغيرهم ، ولهم في هذا الأمر رغبة لا يعادلها شيء!
وهذه الأخبار مقدوحة في أسانيدها بوضوح ، فأما خبر الحاكم والبيهقي الأول ، فعلّته الأولى بصالح بن موسى الطلحي من أحفاد طلحة بن عبيد الله التيمي ، وهو من المذمومين جداً في تراجم الرجال لدى القوم ، ومتهم لديهم بالوضع ، (١) أما علّته الثانية فبمجهولية أبي صالح أو ذمّه ، فإن
____________________
(١) ورد الرجل في كتب الرجال فقد عنه أحمد على ما يرويه ابنه عنه : ما أدري ، كأنه لم يرضه. الجامع في العلل ومعرفة الرجال ٢٣٣ : ١ رقم ١٥٧٢.
وقال الجوزجاني مرة : ضعيف الحديث ، وأخرى : يضعّف حديثه. أحوال الرجال : ٧٣ رقم ٩١ و ٨٩ رقم ١٢٧.
وذكره النسائي في كتابه وقال : متروك الحديث. الضعفاء والمتروكين : ٥٧ رقم ٢٩٨.
وأروده الدارقطني في الضعفاء والمتروكين. انظر كتابه : ١٠٧ رقم ٢٩١.
ونقل ابن عدي عن يحيى بن معين قوله : لا يكتب حديثه.
وعن البخاري قوله : منكر الحديث.
وعن السعدي قوله : ضعيف الحديث.
ثم قال : عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه ، وهو عندي لا يتعمد الكذب ولكن يشبه عليه ويخطىء ، وأكبر مايلحقه في أحاديثه ما يرويه في جده طلحة من الفضائل في =