ما بين الشخصيتين سيتيح له سلفاً اسقاط الكثير من الشبهات التي تعلق بالموضوع.
مادة عصم كما يعرّفها الفيروزآبادي : اكتسب ، ووقى ، واعتصم بالفرس : أمسك بعرفه ، وبالبعير إذا أمسك بحبل من حباله ، والعصمة بالكسر : المنع. (١)
وقال ابن منظور الأندلسي : العصمة في كلاب العرب : المنع. وعصمة الله عبده : أن يعصمه مما يوبقه. عصمه يعصمه عصماً : منعه ووقاه. والعصمة : الحفظ. واستعصم : امتنع وأبى ، والمنعة. والاعتصام : الامتساك بالشيء. وأعصمه : هيّأ له شيئاً يعتصم به ، ونقل عن الزجاج قوله : أصل العصمة الحبل. وكل ما أمسك شيئاً فقد عصمه. (٢)
وهكذا يتبيّن لنا أن العصمة في اللغة التمسّك بالشيء ليمتنع به عن شيء آخر ، فمن اعتصم بالله ، فقد تمسّك به من أجل أن يمنعه من شيء آخر ويحول عنه ، ولا معنى لتمسّك بشيء دون ان تكون هناك خشية من تسبب شيء آخر بضرر وما يشبهه ، والمتسّك بهذا الشيء مشروط بقدرته على المنع.
العصمة في المصطلح
ومن هذا المعنى اللغوي اشتق المصطلح فهي تعني أن الله جلّ وعلا يهيّىء للمعصوم ما من شأنه أن يحول بينه وبين الخطأ لطفاً منه سبحانه وتعالى ، ومن خلال كلمات المتكلّمين من غير الإمامية في هذا المجال
____________________
(١) القاموس المحيط ١٥١ : ٤ «مادة عصم».
(٢) لسان العرب ٢٤٤ : ٩ ـ ٢٤٦ «مادة عصم».