ولهذا تجدهم حينما أحسّوا بمأزقهم مع هذا الحديث أضافوا إليه تتمة وضابطة ، لتنتج بالتالي واحدة من أخطر المخاطر التي عصفت بسنة الرسول ومسختها بصورة ماحقة ، فالتتمة ما رواه البيهقي والخطيب البغدادي وابن شيرويه عن ابن عباس ، عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به لا عذر لأحد في تركه ، فإن لم يكن في كتاب الله فسنة مني مضية ، فإن لم يكن سنتي فما قال أصحابي ، إن أصحابي بمنزلة النجوم في السماء ، فأيّما أخذتم به اهتديتم ، واختلاف أصحابي لكم رحمة. (١)
وهذا الخبر سنعلم زيفه من خلال الحديث القادم إن شاء الله تعالى.
أما الضابطة فهي ما رواه أحمد والبيهقي والخطيب البغدادي وابن حبان عن أبي حميد وأبي أسيد ، عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم قريب فأنا أولاكم به! وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه. (٢)
وهذه الضابطة في واقع الحال مثالية في ترك زمام قبول الحديث والسنة ورفضها في يد القوم!! يعملون بمقتضاه في القبول بالحديث النبوي ورفضه وفق عواطفهم ومصالحهم ، دون ضوابط موضوعية يمكن الوقوف عندها ، ودون حدود معلومة يمكن التحاكم إليها ، فمتى ما شاؤوا قبلوه بدعوى انه ينسجم مع قلوبهم وتطمئن له نفوسهم ، ومتى ما أرادوا رفضوه بحجة أنّه تنكره القلوب وغريب على عواطفهم!! ولقد جاؤوا بها هنا عريضة والله!! فأي مقياس علمي هذا الذي يتحدثون عنه؟! وهل وعوا أي فرية ينسبونها إلى
____________________
(١) المدخل إلى السنن الكبرى ١٦٢ ح١٥٢ للبيهقي ، والخطيب البغدادي في الكفاية في علم الرواية : ٤٨ ، وابن شيرويه الديلمي في الفردوس ١٦٠ : ٤.
(٢) انظر : مسند احمد ٤٩٧ : ٣ ، وصحيح ابن حبان ٢٦٤ : ١ ح٦٣ ، والكفاية في علم الرواية : ٤٣٠ ، والسنن الكبرى ٣٨٧ : ١.