بإيجاز عن هذه المقولة.
وللوهلة الأولى فإني لا أخفي عجبي مما كنت أحسب أن أحاديث لنجوم هذه متواترة لدى القوم بالصورة التي ادت إلى أن يتناقلها فقهاؤهم وأصوليّوهم تناقل المسلمات ، ويرتبون عليها الآثار الجازمة في التشريع ولتقنين الفقهي والأصولي ، ومراجعة بسيطة لأبحاث الاجماع وخبر الواحد في كتبهم تخبرك بأهمية هذا الخبر لديهم ، بل لقد وجدنا أن بعضهم يكفرون من يردّه أو يرد العمل بمفاده ، وكم من شاتم للشيعة ولا عن لهم بسبب ما يدّعون بأنه سباب منهم لصحابة عدول مواثيق كالنجوم بأيّها اقتديت اهتديت! ولكن كم كانت دهشتي وانا أقلّب صفحات صحاحهم ومسانيدهم فلا أعثر عليه أبداً ، إذ لم يرد له ذكر في أي جامع صحيح أو معتبر لهم ، فلا تجده لا في الصحاح الستة ، ولا في المسانيد العشرة ، ولا في غيرها من الكتب التي يعوّلون عليها في الأحكام!!
وفي المحور الأول لن أرهق القارىء الكريم بذكر الأسانيد ومتابعة رجالهم وشؤون جرحهم وتعديلهم ، كما فعلنا في سابقه ، فلقد أغنانا القوم مؤونة ذلك ، فلقد اعتبر الحافظ الذهبي وابن حجر العسقلاني خبر أصحابي كالنجوم الذي رواه جعفر بن عبد الواحد من بلاياه ، وقد وصفه بوضع الحديث والكذب. (١)
ونقل الخبر في ترجمة حمزة بن أبي حمزة النصيبي ، بعد أن نقل وصف رجالات القوم له بأنه متروك ، منكر الحديث ، ولا يساوي فلساً ، وأن عامة ما يرويه موضوع. (٢)
وفي ترجمة زيد العمي وهو راوي حديث عمر قال بعد أن اعتبره من
____________________
(١) ميزان الاعتدال ٤١٣ : ١ ـ ٤١٢ رقم ١٥١١. لسان الميزان ١١٨ : ٢ رقم ٤٨٨.
(٢) ميزان الاعتدال ٦٠٦ : ١ ـ ٦٠٧ رقم ٢٢٩٩.