يصح هذا الكلام عن رسول الله. (١)
وقال العجلوني في كشف الخفاء : فيه ضعف. (٢)
أما ابن حزم الظاهري فقد شدد النكير على الحديث ووصفه في عدة مواضع من كتابه بالسقوط. (٣)
ولهذا فأنت خبير بما تسمعه في شأن تقييم الرجاليين للخبر على المستوى السندي ، وفي تقييم بعض هؤلاء ـ كابن الجوزي والذهبي ـ من يصح وصف الخبر بمصداق المثل : «ويل لمن كفّره نمرود!».
ولا يختلف الحال في الحديث ضمن المحور الثاني وأعني دراسته من حيث المتن ودلالاته ، ويعلم ذلك من خلال النظر إلى حال الصحابة أنفسهم ، وقبل بحث الموضوع يتوجب علينا معرفة تعريف الصحابة عند القوم وموضعهم في مجال بحثنا هذا ، ورغم تعدد آرائهم إلاّ إننا يمكن أن نعتمد على تعريف ابن حجر العسقلاني وهو تعريف يكاد يجمع بين غالبية آراء المتقدمين من سلفييهم كالبخاري وأبي زرعة وأحمد بن حنبل ونظرائهم.
في مقدمة كتابه الاصابة في تمييز الصحابة قال ابن حجر أصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مؤمناً به ، ومات على الإسلام ، فيدخل في من لقيه من طالت مجالسته له ، أو قصرت ، ومن روى عنه أو لم يرو ، ومن غزا معه أو لم يغز ، ومن رآه رؤية ولم يجالسه ، ومن
____________________
(١) خلاصة البدر المنير تخريج أحاديث الشرح الكبير ٤٣١ : ٢ رقم ٢٨٦٨ لعمر بن الملقن الأنصاري (ت ٨٠٤ هـ) ؛ مكتبة الرشيد ـ الرياض ١٤١٠ ط ١.
(٢) كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس ٦٦ : ١ رقم ١٥٣ لاسماعيل بن محمد العجلوني (ت ١١٦٢ هـ) مؤسسة الرسالة ـ بيروت ١٤٠٥ ط ٤.
(٣) الإحكام في أصول الأحكام ٢٤٣ : ٦.