القسم الأول
إشكالية هفوات الأنبياء عليهمالسلام
تنطلق هذه الشبهة التي ينص ظاهرها على وقوع بعض الأنبياء عليهمالسلام في هفوات كثيرة ومعاصٍ متعددة (حاشى لله) من منطلقات عدة أهمها ما يلي :
أ ـ ظاهر بعض الآيات القرآنية التي قد يوحي بأن الله سبحانه وتعالى يتحدث عما يسمّى بذنوب الأنبياء عليهمالسلام وأخطائهم وهفواتهم كقوله تعالى عن نبي الله آدم عليهالسلام : ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَ يَبْلَى * فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى). (١)
وقوله تعالى عن نبي الله نوح عليهالسلام : (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ). (٢)
وكقوله تعالى عن نبي الله إبراهيم عليهالسلام : (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لاَ أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هذَا رَبِّي
____________________
(١) طه : ١٢٠ ـ ١٢١.
(٢) هود : ٤٦.