وكذا قوله تعالى : (عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى) (١).
وكذا قوله تعالى : (وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) (٢).
إلى غير ذلك من الآيات التي قد يوحي ظاهرها إلى ما يناقض عصمتهم (صلوات الله على نبينا وآله وعليهم أجمعين) وقصصها تجدها متناثرة في كتب التفاسير.
ب ـ الكثير من الروايات المنتشرة في كتب العامة على هامش تلك الآيات أو بمعزل عنها ، وبعض ما تسرب منها إلى بعض كتب الخاصة ، وإن كان نادراً ، وهذه الروايات في العموم تتحدث بوضوح وصراحة عن أفعال من شأنها أن تقدح بهذه العصمة ، بل في بعضها ما يطيح بإيمان الأنبياء وإنسانيتهم (صلوات الله عليهم) وأغلب هذه الروايات إسرائيليات يوجد لها مناظر في التوراة المتداولة حالياً ، وفي هذا المجال رووا عن أكاذيب إبراهيم عليهالسلام الثلاثة! ، ورووا عن عري موسى عليهالسلام وطبيعة شخصيته ، وعن طبيعة تورط داود عليهالسلام في قتل أوريا ، وتخلف سليمان عليهالسلام عن صلاته وهو في حال اللهو بالخيل عن ذكر الله ، وطبيعة ما همّ به يوسف عليهالسلام من الزنا بامرأة العزيز وكيفية تخلصه من ذلك ، وقد نال المقام الأقدس لنبينا بأبي وأمي الشيء الكثير من هذه الروايات فرووا له قصة الغرانيق ، وعبوسه في وجه ابن أم مكتوم ، ونهيه عن تأبير النخل ، ودخول الشيطان في ذات أمنيته ، وغلّه لقطيفة كانت في يوم حنين ، وأفاعيل نسبتها إليه عائشة وغيرها مما يقرح القلب ويشجي الفؤاد ، وسنستعرض بعضها في هذا القسم وبعضها في الفصل الأخير من الكتاب إن شاء الله تعالى.
____________________
(١) عبس : ١ ـ ٣.
(٢) الاسراء : ٧٣.