التفاصيل الخاصة بحياة بعض الأنبياء عليهمالسلام لتقديمها كنموذج للتدليل على أن ما ذكره مروجو هذه الشبهات لم يك أكثر من تقوّلات لا تتقوّم على دليل ، وللتدليل على صلاحية المحاور العامة لتكون ضابطة تتحكم بالنظرة إلى حياة الأنبياء عليهمالسلام.
قبل الدخول في تفاصيل هذا المحور نلفت النظر إلى أن محاولة الخروج بدراسة قرآنية موضوعية عن عصمة الأنبياء عليهالسلام تستدعي دوماً أخذ العناصر الثلاثة التالية بنظر الاعتبار دوماً ، وهذه العناصر هي :
أ ـ لا يكفي لدراسة هذا الموضوع من خلال الاكتفاء بقراءة النص الذي وردت فيه المقطوعة التي يخيّل للبعض أنها تقدح بالعصمة ، واعتباره عالماً مستقلاً عن بقية النصوص فحسب ، وإنما يجب أخذ هذا النص ودراسته بعنوانه يمثل وحدة من وحدات في بناء النص ، فهو لا يسبح في الهواء منعزلاً عن بقية النصوص ، ففي القرآن ما يتقيد عمومه ، وما يتعمم خصوصه ، وما يطلق مقيده ، وما يقيد مطلقه ، وفيه من المتشابهات التي ينبغي الرجوع بها إلى المحكمات ، ولهذا فإن أي نص قرآني ينبغي النظر إليه بعنوانه لبنة من بقية لبنات ، يستعان بكل واحدة منها لفهم البقية ، فلو أخذنا آيات التشبيه مثلاً لوجدنا أن الظاهر القرآني الذي يتحدث عن يد الله ووجهه وما إلى ذلك إن أخذت مجتزأة عن بقية الآيات لأدت إلى فكر التجسيم ، ولكن حينما ننظر إلى هذا الظاهر بعنوانه وحدة من بقية وحدات فإننا سنواجه عندئذ ما يميط اللثام عن هذا الظاهر كما في قوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (١) ليحوّل فهم هذا الظاهر إلى الكناية فيعطينا عقيدة بعيدة عن
____________________
(١) الشورى : ١١.