التجسيم وهكذا هو الأمر في مبحث العصمة.
ب ـ طبيعة الشخصية المتحدث عنها من حيث مواصفاتها العامة والشخصية ، فحين نتحدث عن الأنبياء ينبغي تارة ملاحظة خصائص مقام النبوة وما يشترطه هذا المقام من مواصفات ومؤهلات ، فما يصدق لنبي ضمن هذه الخصائص يصدق لغيره ، وأخرى عن الطبيعة الشخصية لكل نبي وفق ما جاءت به النصوص ، فمن يلحظ أن القاعدة العقائدية العامة التي تكوّن شخصية النبي هي التوحيد كمثال ، ثم يدرس خصوصية حياة النبي إبراهيم عليهالسلام لا يحتاج إلى عسير جهد كي يفهم أن حديث القرآن عن قصة إبراهيم عليهالسلام مع الكوكب والشمس والقمر ينبغي حمله بعيداً عن ظاهر السياق ، لأن ظاهر السياق لا ينسجم مع تلك القاعدة وهذه الخصوصية ، ونفس هذا الأمر ينبغي مراعاته حال درس حياة الأنبياء في كل ما يعرض لنا من محاور درسية.
ج ـ إن النص القرآني صادر من الذات المقدسة ، ولا بد لفهمه وفهم مراده من النظر إلى الطبيعة التي تميّز هذه الذات ، فمن يعرف الله كريماً لا يتحدّث عن شحّه ، ومن يعرفه رحيماً لا يتحدّث عن أي نقيض لرحمته ، وكذا الأمر في بقية صفاته ، فحين نفهم أنه يتصف بصفة الساتر ويحب الساترين ، فإننا نفهم أيضاً ان هذه الصفة لا يمكن أن تنسجم مع ظاهرة الكشف عن عيب أحد من خلقه ، وحين نلحظ انه هو من أمر المكلفين بستر عيوب الآخرين لقبح كشفها ، فإننا لا يمكن أن نفهم أي حديث يريد أن يشعرنا أن الذات المقدسة هي من لا تلتزم بقبح ما عرفتنا قبحه.
إن هذه العناصر تمثل اطاراً أساسياً نتحاكم وفق حدوده لفهم أي مفردة من المفردات القرآنية ، وهو بالنتيجة يمثل مقدمة لا غنىً عنها للدخول إلى فهم واحدة من شائكات هذه المفردات وأعني بها عصمة الأنبياء عليهمالسلام.
* * *