بشقاء المكابدة والمجاهدة المترتبة على أكل الدنيا ، فلقد استبدلا أكل الجنة بأكل الدنيا ، وهذا ظلم لهما.
ومن كل ذلك يتضح لنا أن معصية آدم عليهالسلام كانت هي في تركه للأولى ، وترك الأولى لا يقدح في العصمة ، وإن قدح في ميزان التفاضل ، وهذا هو سرّ التفاضل بين المعصومين عليهمالسلام ، (١) وهو أمر عرضت له العديد من الآيات الكريمة ، كما نلمس ذلك من قوله تعالى : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا
____________________
(١) تشير الكثير من ثوابت الحديث عند أهل السنة بالمنع من القول بالتفاضل بين الأنبياء عليهمالسلام ، وهذا القول المردود من قبل نفس الآيات التي ستقرأها بعد أسطر ، تناقض عرضه لديهم في كتاب البخاري المسمى بالصحيح مثلاً ، فهو تارة يمنع من القول بتفاضل أحد على آخر حيث روى عن أبي سعيد قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا تخيّروا بين الأنبياء. البخاري ٨٩ : ٣ كتاب الخصومات (باب ما يذكر في الأشخاص والخصومة بين المسلم واليهودي).
وقوله عن أبي هريرة : لا تفضّلوا بين أنبياء الله. البخاري ١٣٣ : ٤ كتاب بدء الخلق (باب يونس).
وأخرى يفضل ـ بناء على إسرائيلياته ـ موسى على نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ روى عن أبي سعيد قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من تنشق عنه الأرض ، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش ، فلا أدري أكان في من صعق ، أم حوسب بصعقته الأولى. البخاري ١٣٣ : ٣ كتاب الخصومات.
وعنه أيضاً : الناس يصعقون يوم القيامة فأكون اول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش ، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور. البخاري ١٢٦ : ٤ كتاب بدء الخلق (باب وواعدنا موسى).
بل ويفضّل يونس عليهالسلام على جميع الأنبياء عليهمالسلام فلقد روى عن أبي هريرة ، عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا أقول إن أحداً أفضل من يونس بن متّى. البخاري ١٣٣ : ٤.
وروى في مواضع عديدة من كتابه : لا ينبغي لعبد ان يقول : أنا خير من يونس بن متّى. البخاري ١٣٢ : ٤ ـ ١٣٣. (باب يونس).
وهو أمر لم يجرؤ أحد على التحدث به ، للتسالم على أفضلية نبينا صلوات الله عليه وآله على جميع البرايا من الأولين والآخرين.