المديح والثناء لشخصه مع التركيز على عفته ونجابته وأمانته ، ولكن مع ذلك فأنت لا زلت تقرأ في ما يسمونه بكتب التفسير والحديث والتراث مثل هذا الغثاء الذي يثير القرف والاشمئزاز ، وهو يتناول شخصية عظيمة من خواص الأنبياء. (١)
٥ ـ وكز موسى عليهالسلام : ومنشأ هذه الشبهة الآية الكريمة : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ * قَالَ رَبِّ
____________________
(١) من حقنا التذكير هنا بهذه الحقيقة ، وهي : إن يوسف عليهالسلام وهو النبي المعظم ، وتأثيره الفعلي في الحياة السياسية لبني أمية والعباس يشبه المعدوم ، ولكن مع ذلك نال من غدر الوضاعين الذين كانوا يضعون الحديث تحت اشراف البلاطات الحاكمة ما نال مما قد قرأت لك بعضه ، ترى ما سيكون حال من أسست هذه البلاطات سلطانها على أساس اغتصاب حقهم واستعداء الصغير منهم والكبير ، ودسّت في اسطوانات قصورها الكثير من أحيائهم لتعمّد قصورهم بزهق أرواحهم وكتم أنفاسهم بين الآجر واللبن ، وأسلمت لحوافر الخيل الكثير من أجسادهم تقطع تارة أجسادهم ، وترض أضلعها أخرى ، وتسحلها ثالثة ، وتروعها رابعة ، فيما أعمدة اللهب تسرح في أفيائهم فتارة تحرق عليهم الأبواب والدور ، وثانية تصهر منهم الجلود ، وثالثة تنال بألسنتها أذيال الفارين من خيامهم .. وغير ذلك من الفظائع التي لم تجر على أحد كما جرت على آل محمد (صلوات الله عليهم) أعود لأقول : ماذا ستفعل هذه الأكاذيب بأناس لهم أعظم التأثير على الواقع السياسي؟ وحسبهم في ذلك ان محض وجودهم فيه من التهديد على الكيان السياسي لهذه البلاطات ما يمكن أن يناله برمته! هل سيتحدّثون عنهم بصدق؟ وهل سيسمحون لأخبارهم ومناقبهم أن تنشر كما هي في الواقع؟ إن سألت البخاري وأضرابه من المحدّثين ، والطبري وأمثاله من المؤرخين والمفسرين ، وعبد القادر البغدادي وأشباهه من مؤرخي الفرق ، والايجي ونظراءه من المتكلمين لأجابتك متونهم وطرقهم في عرض القضايا بضرورة الاعتبار من قصة يوسف عليهالسلام!! ففيها بليغ عظة للباحثين عن الحقيقة!!