وخطأ أمير المؤمنين عليهالسلام إن كان ثمة خطأ بفرض المحال ، فهو خطأ وفق هذه النظرة من هذا النسخ ، هو خطأ المقرب قياساً لحسنة البار ، فالبار يعتبر نفسه باراً بربه ، ولكن المقرّب ينظر إليه بعين الشفقة لحجم تقصيره مع ربه ، ولكن ما هي طبيعته؟ ذلك ما يبقى مجهولاً وموقوفاً على من يستطيع أن يداني القرب الذي وصل إليه أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) من الذات المقدسة ، وأنعم به من قرب لم يضاهيه فيه غير رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي لاشك في أفضلته على كل من سواه!! وأمثله ذلك كثيرة في الحذيث القرآني عن الأنبياء ، ففي حديثهم عليهمالسلام مع الله سبحانه وتعالى ثمة طلب للرحمة والمغفرة والعفو وهذا حديث تذلل وتصاغر بين يدي الله سبحانه وتعالى.
على ان كلام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) هذا هو تعميم لفكر يستهدف إثارة وعي سياسي في كيفية التعامل مع الطغيان السياسي في حال حصوله ، ولهذا لم يبق الإمام نفسه بعيداً عن أي حاكم كي يعطي لسامعيه مثلاً يحتذى ، وقدوة يتأسون بها ، حتى إذا ما أتم الغرض من تصنيف نفسه موضوعياً ضمن طبقة الحكام عاد ليرتفع بنفسه إلى درجة الصديقين حين ذكر الشرط المشار إليه.
* * *
ثانياً : أدعية أهل البيت عليهمالسلام
وهذه الإشكالية تتحدّث عن أن أهل البيت عليهمالسلام تحدّثوا في أدعيتهم عن ذنوب اقترفوها وأخطاء اجترحوها كما في دعاء كميل ودعاء أبي حمزة الثمالي وأدعية الصحيفة السجادية ومناجياتها ودعاء الافتتاح ودعاء علقمة وغيرها من الأدعية ، وهي ذلك دالة على عدم عصمتهم ، فما كان لهم أن يدعوا بتلك اللهجة الضارعة والتوسلة المألوفة في أدعيتهم لو لا وجود هذه الذنوب والخطايا ، هذا وقد أقذع محمد حسين فضل الله في وصف حال أمير