المؤمنين عليهالسلام أثناء شرحه لدعاء كميل ، بما لا يدع مجالاً للشك معه بعدم عصمته ، فتسمعه يقول : وفي مطلق الأحوال إن علياً يشرع في هذا المقطع من دعائه في تبيان ما من أجله كان يتوسل مقسماً بأسماء الله تعالى وصفاته ، وهو يبدأ بسؤال المغفرة للذنوب التي من شأنها أن تمس كيانه وشخصيته ، فتحليها إلى شخصية متهالكة ضعيفة لا حول لها ولا قوة ، فاقدة لأي اعتبار او موقع ، أو دور فاعل وإيماني في الحياة. (١)
____________________
(١) في رحاب دعاء كميل : ٧٢؛ الطبعة الأولى ، وقد حاول في الطبعة الثانية أن يعتذر عن ذلك بالقول بأنه أراد أن يكون : سؤاله قدوة لغيره لمن هو دونه في الكمال المعنوي والإيماني ، بحيث إذا ما أراد الوقوف بين يدي الله تعالى ، فإن عليه أن يتذكر ذنوبه .. (المصدر ؛ الطبعة الثانية : ٧٢) ، وبفعله هذا قام بتصحيح عبارتين فقط ولكن العبارات التي حوت أشد أنماط الإساءة أبقاها على ما هي عليه. ورغم انه تحدّث مؤخراً مدّعياً انه حذف هذه العبارات في الطبعة الثانية (فكر وثقافة العدد ٢٠٦ ص ٣) ، إلا ان الواقع الذي حكم الطبعة الثانية المطبوعة من قبل دار الملاك عام ١٩٩٩ م يشهد بخلاف ذلك ، فراجع.
وكنا قد علقنا على ذلك في هامش كتابنا من عنده علم الكتاب؟ وقلنا : ولعمري لقد كان العذر أقبح من الذنب ، حيث كان بالإمكان أن تصاغ العبارة هذه وغيرها من العبارات التي سنذكرها ، بألفاظ أكثر تهذيباً مع شخصية الإمام عليهالسلام والكتاب يقرأ من قبل العاقل وغيره ، والشيعي وغيره ، والمثقف وغيره ، والعالم والجاهل ، ولو كان الأمر كما يريد أن يقول فما بال هذا الإصرار على إبقاء الضمائر المرجعة إلى شخصية الإمام عليهالسلام عاملة وبفعالية فاقعة ، ولو تلافينا كل ذلك وتم الإغضاء عن هذه العباراة ، فما بال العبارات الأخرى لم تتغير في الطبعة الثانية من الكتاب ، خصوصاً بعد أن لاحظ الكاتب أنه في الطبعة الثانية حاول قطع الطريق كما يقول على المصطادين بالمياه العكرة. فمع احتمال ان يساء فهم شخصية الإمام عليهالسلام أما كان بالإمكان تلافي العبارات جميعاً؟!
ولقد كان من السهولة بمكان أن يقتدي بمن سبق من العلماء ممن كتب في مثل هذه الأمور فلم تندّ منه حتى ما يشبه التقصير ، فكيف بك وأنت ترى تصوير مولى المتقين بالصورة التي لم يتجرأ على وصفها حتى أشد النواصب لؤماً. من عنده =