وقال في موضع آخر (ولاحظ معي الضمائر المرجعة إلى شخصية الإمام بأبي وأمي) : ماذا نشعر ونحن نرى علياً يسأل المغفرة تلو المغفرة ، ثم لا يكتفي بذلك ، بل يتجاوزه إلى سؤال شفاعة الله سبحانه وتعالى له. ألا تشعر أن علياً لا يزال خائفاً ، ولا سيما أن الذنوب والخطايا التي طلب من الله سبحانه وتعالى أن يغفرها له هي من الذنوب الكبيرة التي يكفي ذنب واحد لينقصم الظهر منها. (١)
وقال في موضع آخر : ويتابع الإمام ببيان حاله (وانظر مرة أخرى إلى مرجعية الضمائر) قائلاً : «ولا تفضحني بخفي ما اطلعت عليه من سرّي» يا رب هنالك الكثير من الأشياء التي أقوم بها من دون أن يراني أحد ، أو أتكلم بشيء ولا يسمعني أحد ، وأنت الساتر الرحيم فيا رب لا تفضحني في الدنيا وفي الآخرة ، واعدك بأني سأتراجع عن خطئي وإسائتي ومعصيتي. (٢)
وقال في موضع آخر : ولذا فالإمام يقول يا رب لقد خلقت لي هذه الغرائز ، ومن حولي أجواء تثير هذه الغرائز ، (٣) تستيقظ غرائزي عندما تحفّ بها الروائح والأجواء الطيبة التي تثيرها أعطيتني عقلاً ، ولكن غرائزي في بعض الحالات تغلب عقلي فأقع في المعصية. (٤)
وقال في مكان آخر وبلهجته العامية وهو يتحدث عن أمير المؤمنين : كان إذا سمع أحداً يمدحه شو (ماذا) كان يقول : اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ، واغفر لي ما لا يعلمون ، كل الناس بتظن بيّه (بي) الخير ، أريدك تجعلني احسن مما يظنون الناس فيّ ، ولكن يا رب أنت تعرف خفاياي ، في
____________________
= علم الكتاب؟ : ١٨٢ ـ ١٨٣ دار الأعراف للدراسات ١٩٩٨ ط ١.
(١) في رحاب دعاء كميل : ٩٤.
(٢) نفسه : ١٥٩.
(٣) غرائز الجوع والعطش والجنس وحب الذات.
(٤) نفس المصدر : ١٦٩.