وهذا الأسلوب الذي لا يخلو من أكثر من هدف اجتماعي وفكري و سياسي ، لم يك منفرداً بي أساليبهم عليهمالسلام التربوية الهادية ، بل ثمة ما يعاكسه في الظاهر أيضاً ، ففي حديثهم عن عظمة مقامهم ، وسمو منزلتهم ، ورفعة درجتهم ما يعاكس ظاهر منظق ذلك الأسلوب ، وما ذلك إلا ليحقق نفس ما توخوْه في الأسلوب السابق ، مع اضافة مادة تربوية تعيد الأمور إلى نصابها في حال لو أخل ذلك الأسلوب فهم بعض النفوس فحاولت أن تنزلهم من مقامهم الذي وضعهم الله فيه.
وحتى لو قيل بوجود واقعية في طلبهم للمغفرة كما يشير إلى ذلك بعض الأعلام باعتبار أن دعاءهم (صلوات الله عليهم) يتوجه مرة لنا كمتعلمين ، ويتوجه أخرى إلى الله سبحانه وتعالى كملب لرغبات الداعي ، فإنها تبقى في اطار ما أشرنا إليه من قبل عن حديثنا عن سيئات المقربين التي يعدها الأبرار من الحسنات ، فليس المقرّب كالقريب ، وليس القريب كالبعيد!! ولكل له درجة من التأدب بين يدي خالقه ، وإلا لما وجدت الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يثير الحديث الإلهي عن شدة جهده في عبادة ربه ، ولا يمكنك أن تتأمل هذه العبادة المضنية من دون النظر إلى أساليبها وطرقها في تجسيد مواقع التذلل والتواضع بين يدي عظيم السماوات والأرض! وأي مواقع للتذلل تخلو من الحديث عن الاستغفار والتضرع إلى الله ، وإن رجعت إلى كتب العامة والخاصة التي أوردت أدعية الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لوجدتها تطفح بهذه الأدعية ، من دون أن تثير في الفهم جو التشكيك في عصمة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فلا تغفل ذلك.
* * *
ثالثاً : مسألة سهو المعصوم عليهالسلام ونسيانه
وقد أثار هذه المسألة في الفكر الشيعي المنهج الاخباري الذي اعتمده