بخصيصة وجود روح القدس في أرواحهم وهو الذي يخبرهم ويسددهم ، وفي الأحاديث التي يتراوح أغلبها بين الصحيح والموثق ، فإن لم يخبرهم بالسهو ويسددهم بعدم النسيان ، فعن أي شيء سيخبرهم ويسددهم ، وقد غفل هو بنفسه عن سهوهم وغفلتهم؟! على إن بعض هذه الأحاديث تنص على إن روح القدس ينتقل من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد قبضه بأبي وأمي فيصير : في الإمام ، وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يسهو. (١)
ولا أعتقد أن الشيخ الصدوق لو ربط بين مؤديات قوله وهذه الأخبار يبقى على التزامه هذا وتشديده النكير على من لا يقول بسهو المعصوم (صلوات الله عليه).
أما ما رواه عن الإمام الرضا عليهالسلام فهو ضعيف سنداً ومتناً ، ففي السند ضعف الظاهر ، بل والشك فيه هو المقطوع به بين العلماء المحققين ، فهو ضعيف من جهة راويه الأول إذ من المعلوم أن الغالبية العظمى من مشايخه في غير كتاب من لا يحضره الفقيه يعدون من المجاهيل ، وروايه هنا هو من جملة هؤلاء ، ومقطوع بالشك فيه وذلك لتصريح الشيخ النجاشي (أعلى الله مقامه) بأن علي بن فضال لم يرو عن أبيه الحسن شيئاً ، (٢) وقد أكّد المحقق السيد الخوئي (قدّس الله سرّه) ذلك بالقول بعد أن أورد عدداً من الروايات التي روى فيها ابن فضال عن أبيه : فلا مناص من الالتزام إما بعدم صحة ما ذكره النجاشي أو بعدم صحة هذه الروايات ، والظاهر أن الالتزام بعدم صحة هذه الروايات أهون ، فإن مشايخ الصدوق الذين ذكرناهم في هذه الروايات كلهم ضعاف ، فلا يمكن رفع اليد بأخبارهم عما حكاه النجاشي عن
____________________
(١) بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمد عليهمالسلام : ٤٧٤ ج ٩ ب ١٥ ح ١٣ لمحمد بن الحسن الصفار (ت ٢٩٠ هـ) مؤسسة الأعلمي ـ طهران ١٤٠٤.
(٢) رجال النجاشي ٨٣ : ٢ رقم ٦٧٤ للشيخ النجاشي (ت ٣٧٢ هـ) دار الأضواء ـ بيروت ١٩٨٨ ط ١.