علي بن الحسن بن فضال ، ومما يؤيد صحة قول النجاشي ان الروايات المزبورة كلها عن أحمد بن محمد بن سعيد (وهو ابن عقدة) ، وهو من مشاهير المحدثين ، فلو كانت له رواية عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، لكثر نقلها في الكتب الأربعة. (١)
أما المتن فلما علمت مما تقدم في شأن الحديث السابق ، ويؤكده اضطرابه أن نفس الحديث مسبوق بقطعة قبله تؤيد دلالاتها الالتزامية نقض هذا الخبر برمته حيث قال معرّفاً بعلامات الإمام : ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه .. وينام عينه ولا ينام قلبه ، ويكون محدّثاً. (٢)
فإذا كان الوضع كذلك فمن أين سيرد عليه السهو والنسيان؟!
٢ ـ قد عرفت أن السهو والنسيان عارض شيطاني ، وهو ما لا يمكن له أن يمسّ بمقام المعصوم أو يدنو منه ، لما عرفت بأن كيده كيد ضعيف على ما أشارت إليه الآيات القرآنية ، ولهذا كان سلطانه على من دون أولياء الله ، فكيف يجرأ أحد على القول بأن السهو والنسيان يمكن أن يعرضا للمعصوم؟! وعجبنا لا ينقضي من مثل الشيخ الصدوق وابن الوليد كيف عنّ لهما مثل هذا التكفير؟ وكيف خلد في بالهما ان النبي أو المعصوم يمكن ان يغفل عن ذكر ربه في صلاته؟ في الوقت الذي لم يغفل فيه ذو اليدين عن ذلك؟!
٣ ـ إن السهو والنسيان فعلان سلبيان من المعصوم عليهالسلام ، ولو أقررنا بوجودهما في سلوكه ، فسيلزمنا القول بأن فعل المعصوم عليهالسلام ليس بحجة على من سواه ، لامكان أن يطرأ على هذه الحجة طارىء السهو والنسيان فيلحق بالمكلف ، تكليف ما لم يكلف به ، فيكون ذنبه معلق بالإمام ،
____________________
(١) معجم رجال الحديث ٣٣٦ : ١١ رقم ٨٠٠٥ ، للسيد الخوئي ؛ مدينة العلم ـ قم ١٩٨٩ ط٤ بيروت.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١٩٢ : ١ ب ١٩ ح ١.