وهو أمر مستحيل ، فالإمام رحمة للعباد ، وليس نقمة عليهم. فلا تغفل.
٤ ـ سيأتي الكلام في مباحث علم المعصوم عليهالسلام ان طبيعة هذا العلم طبيعة حضورية ، والعلم الحضوري لا يمكن أن ينسى ما لم يطرأ طارىء على قلب صاحبه بحيث يشغله كلية عن ذلك ، وفي خصوص العلوم الإلهية فإن هذا الطارىء لن يكون إلا من خلال مصادر الجهل والشيطان ، وهذا أمر لا يمكن أن يلحق بالإمام لما تقدم.
٥ ـ هذا وقد اتفقت الطائفة ما عدا من ذكرنا على إن المعصوم عليهالسلام لا يمكن أن يغرض له مثل هذه الأمور ، وفي هذا الصدد يمكن مراجعة أقوال الشيخ المفيد الذي شدد النكير على الشيخ الصدوق ومن تكلم بكلامه في كتابه عدم سهو النبي أو في المسائل السروية وغيرها ، وكذا ما كتبه العلامة الحلي في التذكرة وفي الألفين ، وغيرهم ، وأكتفي في هذا الصدد ينقل قول الشيخ المفيد في المسائل السروية فلقد قال وهو يتحدث عن المعصومين (صلوات الله عليهم) : لا يجوز منهم سهو في شيء من الدين ولا ينسون شيئاً من الأحكام ، وعلى هذا مذهب سائر الإمامية إلاّ من شذ منهم وتعلق به ظاهر روايات لها تأويلات على خلاف ظنه. (١)
وهكذا فإن هذه الشبهة كما سواها لا قيمة لها على صعيد البحث التحقيقي الجاد.
____________________
(١) أوائل المقالات : ٦٥.