في هذا الفصل سنقدم لمحة موجزة عن جملة من التيارات ذات الاتجاهات المختلفة وقد توحدت في نقدها لمفهوم العصمة ، وهدفنا من ذلك ليس نقدياً فحسب ، وإنما نستهدف فيما نستهدف التأكيد على سلامة نفس المفهوم ، وقوة الدليل الذي يستند إليه الفكر الإمامي ، وان ما سواه سواء انطلق من فهم فكري مختلف ، أو من عقدة طائفية ، أو من جهل في حقيقة فهم المفهوم ، أو من غير ذلك ما هي إلا محاولات بائسة على المستوى الصراع الطائفي.
وفيه سنقدم دراسة نقدية لأربعة تيارات انتقدت النظرة الإمامية حول العصمة أو خالفتها ، وسنلمس في التيار الأول وهو تيار اغترب عن مدرسة أهل البيت عليهمالسلام حجم التناقض في التعبير عن العصمة ، ومدى البون الشاسع الذي قطعة هذا التيار في البعد عن الحقيقة ، ودراسة هذا التيار قد أخذت حيّزاً أكبر من سواه ، وهذا لا يرتبط بقيمة هذه الأفكا على ما سواها في التيارات الأخرى ، بل لربما تمثل في بعض صورها ، انحطاطاً فكرياً أكبر ، ولكن لطبيعتها الخصوصية ، ولأنها أكثر احتكاكاً في الوسط الذي نحياه.
أما في التيار الثاني فيمكننا فهماً أبتر حاول التيار الأكاديمي أن بقدّمه للعصمة ، مستعيناً بمقدمات خاطئة أخذ منهجها إما من الفهم المعرفي الغربي ، أو من مسبقات طائفية سيطرت على محاولات هذا التيار ، فسنرى أن بعض ما يسمى بالكتابات الأكاديمية ليست أكثر من اجترار لمعطيات قدّمتها الطائفية التاريخية ، دون أن يتجشّموا أبسط حقائق البحث الأكاديمي القائم على الحياد.