اما في التيار الثالث وهو التيار الذي سميناه بالتيار الروائي فسنجد أن مرجعية المادة المسمومة ضد مفهوم العصمة تعود لبنتها الحقيقة إليه ، فهو من قدّم لأعداء العصمة الغطاء الروائي الذي يطلبونه.
أما التيار الرابع والذي أسميناه بالتيار التاريخي فسنجد أن ما يسمى بمؤرخي الفرق والعقائد ، لم يقدّموا سوى دراسات ومعلومات هي إلى الفهم الطائفي المتحيّز أقرب منها إلى الحياد الموضوعي في نقل المعلومة التاريخية ، مما جعلهم يقدّمون معلومات عن الفهم الإمامي للعصمة لا أساس لها من الصحة.
وبطبيعة الحال فإننا لم نأخذ من هذه التيارات إلا نماذج ، لأن الاستقصاء يفوق حدود الكتاب ، ولأن الكثير مما طرحوه متشابه من حيث المضمون والدلالة.
وقد حرصنا في هذا الفصل على أخذ عينات مختلفة من هذه التيارات ، فمن الفكر العلماني ناقشنا أفكار د. حسن حنفي ، ومن الفكر الطائفي ناقشنا أفكار البخاري والأشعري وعبد القاهر البغدادي ، ومن غير ذلك كانت لنا وقفة مع الدكتور سامي علي النشار ، و قبل هولاء جميعاً توقفنا لمناقشة أوسع مع التيار الذي اغترب بعيداً عن مدرسة أهل البيت عليهمالسلام ، وهو التيار الذي يحكي قصة تلبيته لأغراض لا يمكن أن تقف عند حدود الحرب السياسية المعلنة من قبل الاستكبار العالمي على التشيع الذي برز كأحد أعتى القوى ذات التأثيرات الشمولية في مواجهتها للمنطق الاستكباري ، بل يتعدى ذلك إلى تلبية عقد ذاتية من أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، لا تقل انفعالاتها وافرازاتها عن أشد النواصب تحاملاً عليهم ، وفي هذا الصدد كان لنا وقفة مع مجموع الأفكار التي طرحها محمد حسين فضل الله في ثنايا كتبه ومقالاته ونشراته ، وفي خاتمة هذا القسم وقفنا بصورة مختصرة عند أفكار المدعو بعبد الرسول اللاري والمعروف باسم أحمد الكاتب.