وما في هدف لنا بالتجريح في هذا أو ذاك ، ولا عناية لنا بذلك ، فإنما يحتاج إلى ذلك الضعيف في فكره والعاجز في أدلته ، وإنما غاية ما نبتغيه أن نعزز مواقع الدفاع عن الحقيقة ، فما فكر أهل البيت عليهمالسلام بعاجز حتى يحتاج منها إلى تجريح أو تهريج كما اتهمنا بذلك محمد حسين فضل الله كثيراً ، (١) وهذا الكتاب فضلاً عن بقية كتبنا هو خير شاهد على ذلك ، وإن شددنا الوطء في بعض الأحيان في تعرية واقع هذه الأفكار وما يقف خلفها ، فليس لسبب شخصي وإنما بسبب خشيتنا من عملية التغرير التي تجري على قدم وساق لشباب الشيعة لا سيما في مناطق الاغتراب الذين جهدت وسائل دعائية لا تخفي ارتباطاتها بألد نواصب اليوم على تقديم رواد هذا التيار وكأنهم أبطال التشيع ، وهو أسلوب يؤكد حقيقة أن التاريخ يعيد نفسه ، فهو نفس التاريخ الذي صنع من أعداء أهل البيت عليهمالسلام أبطالاً في عالم الإسلام من خلال الزيف والدجل والخداع ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
____________________
(١) انظر نشرة بينات العدد : ٢٠٧ / ١١ ، الصادرة بتاريخ ١٦ / ٢ / ٢٠٠١ ، وهو من جملة حديثه الذي تحدّث به عبر تلفزيون أبو ظبي الفضائي بتأريخ ١٩ / ١٢ / ٢٠٠٠.