المعلن لدى أفكار العامة وهو عصمة المعصوم في التبليغ ، بل تجاوزها إلى قوله بعدم عصمته حتى في التبليغ!! وبه يمكن ملاحظة تناقض ذلك مع فكرته العامة حول خطأ المعصوم عليهالسلام في المسائل المختصة في ضعفه البشري!!
د ـ إن العصمة لا ترتبط بالمؤهلات الذاتية للمعصوم ، وإنما ترتبط بالتدخل الالهي الذي يمنع المعصوم من ارتكاب الخطأ حتى لو حدّثته نفسه بارتكابه ، وقد تلمس في مجمل حديثه في هذا المجال أنه يترك المجال لهذه المؤهلات في أن تفعل فعلتها فيما إذا أراد المعصوم أن يطيع الله لا في ما يعصيه ، فالمعصمية تتوقف بالاجبار!!
ورغم ما يلحظ على مجموع هذه الأفكار من تناقض بيّن ، إلا أن الذي يجمع ما بين متناثراتها لا يخامره الشك في أن الرجل لا إيمان له بشيء اسمه العصمة أو لا يفقه من العصمة ومفهومها والتزامات المفهوم أي شيء ، وما كتبه في هذا الشأن لا يعدو أكثر من مسألة الانحناء لعواصف الفتنة التي يتوقع هبوبها كما يحلو له أن يتحدث عن ذلك كثيراً ، وهو ما سنتلمسه في حديثنا عن التفاصيل.
ولو أردنا التفصيل فسنكتفي بتقديم النماذج التالية التي نعتقد بكفايتها لملاحظة الاطار العام الذي يتأطر فكر هذا الرجل فيه ، وسنقدم هذه النماذج كنموذج لهذا الفكر مرة ، وكيفية مناقشته أخرى.
* * *
لا أعلم أحداً من المسلمين فيما خلا الكرامية (١) من ذهب إلى امكانية
____________________
(١) على ما نقله عنهم ابن حزم في الفصل بين الملل والنحل ٢٨٤ : ٢.